وإبراهيم القبيلي وغيرهم، قال ابن حجر في أنباء الغمر: كان فاضلًا في مذهبه برع فيه وأفتى ودرس بالشيخونية وولي قضاء المالكية سنة إحدى وتسعين وتوجه مع القضاء إلى الشام بجواب الظاهر، فلما عاد الظاهر عزله وقد جاوز السبعين إذ مولده سنة أربع وثلاثين، ممن سمع النهاني وتفقه على الرهوني، وله نظم وكان محمود السيرة- اهـ. زاد السيوطي في تاريخ مصر: صنف الشامل في الفقه وشرح المختصر وأصول ابن الحاجب والألفية وغيرها، مات سنة خمس وثمانمائة- اهـ.
قال الشيخ زروق: شرح الإرشاد في ست مجلدات وجمع كل ما حصله في شامله- اهـ. قال الشيخ أبو البركات النالي: هو أجل من تكلم على مختصر خليل علمًا ودينًا وتأدبًا وتفننًا، مستحضرًا المدونة وشراحها، معتمدًا على ابن عبد السلام وخليل، سهل العبارة حسن التعبير والإشارات، فاضل في المذهب محقق ثبت صحيح النقل تخرج بخليل وتفقه به، فشرحه الكبير كافل بتحصيل المطالب مغن عن غيره، وهو والصغير من الكتب المعتمد عليها في الفتوى، وقال الشيخ أبو الجود المصري: لما روى قاسم العقباني الشرح الصغير بالقاهرة قال أعجبني بهرام ثلاث مرات وكان ممن سهل له التأليف فصنف الشامل من أجل تصانيفه جمعًا وتحصيلًا وشرحه في عشرة أجزاء ضاع منه جزء في أثنائه وأوراق من مواضع شتى، وله عمر مبارك غير أنه -كما قال بعض الفضلاء- إنما عرف بحسن الاطلاع لا بقوة النظر والانزاع كما يظهر من كتبه، ورأيته بخطه أنه ما كتب الشرح الكبير إلا عن رؤية قال رأيت الشيخ في المنام ناولني ورقة وقال لي يا بهرام اكتب شرحًا على المختصر ينتفع به الناس فانتبهت واستخرتِ اللَّه تعالى فشرح صدري لذلك- اهـ. ولذا انتفع به الناس شرقًا وغربًا غير أنه لم يصحح شرحيه.
قال لي أبو الجودانة بلي بحسد المغاربة لأنه شيخ الشيخونية في موضع شيخه وكان فيها فضلاء مغاربة مصاعدة مرتبين فطلب منهم أن يصحح الشرحين بين يديه على عادة المشايخ قال لأنه شرح ظريف يرغب فيه فأبوا عليه وقالوا: لا تقرأ كتبك ولا كتب شيخك ولا ابن عرفة بين أيدينا ولا