للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يبيع لحم الميتة فكاشفه فأقرّ وتاب على يده- اهـ.

قلت: وغالب ظني أن مسألة الطباخ ذكرها الشيخ خليل في ترجمة المنوفي من كرامات شيخه واللَّه أعلم. وذكر التتائي عن ابن الفرات أن خليلًا ريء بعد موته فقيل له: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: غفر لي ولكل من صلّى علي- اهـ.

قلت: ولقد وضع اللَّه تعالى القبول على مختصره وتوضيحه من زمنه إلى الآن، فعكف الناس عليهما شرقًا وغربًا حتى لقد آل الحال في هذه الأزمنة المتأخرة إلى الاقتصار على المختصر في هذه البلاد المغربية مراكش وفاس وغيرهما، فقلّ أن ترى أحدًا يعتني بابن الحاجب فضلًا عن المدونة بل قصاراهم الرسالة وخليل، وذلك علامة دروس الفقه وذهابه، وأما التوضيح فهو كتاب الناس شرقًا وغربًا ليس من شروحه على كثرتها ما هو أنفع منه ولا أشهر، اعتمد عليه الناس بل وأئمة المغرب من أصحاب ابن عرفة وغيرهم مع حفظهم للمذهب، وكفى بذلك حجة على إمامته، ولقد حكي عن العلامة شيخ شيوخنا ناصر الدين اللقاني أنه حيث عورض كلام خليل بكلام غيره كان يقول: نحن أناس خليليون إن ضلّ ضللنا، مبالغة في الحرص على متابعته. ومدح مختصره الشيخ ابن غازي فقال: إنه من أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رتق بالأحداق، وصرفت له همم الحذاق، عظيم الجدوى، بليغ الفحوى، بين ما به الفتوى. وجمع مع الاختصار شدة الضبط والتهذيب، واقتدر على حسن المساق والترتيب، فما نسج على منواله، ولا سمح أحد بمثاله- اهـ.

ولذلك كثر عليه الشروح والتعاليق حتى وضع عليه أكثر من ستين تعليقًا ما بين شرح وحاشية، وقد يسرّ اللَّه تعالى لي في وضع شرح عليه جمعت فيها لباب كلام من وقفت عليه من شراحه وهم أزيد من عشرة، مع الاختصار والاعتناء بتقرير ألفاظه منطوقًا ومفهومًا وتنزيله على النقول بحيث لو كمل لما احتح -غالبًا- إلى غيره، ثم وقعت علينا محنة وشتت شملنا وذهبت

<<  <   >  >>