البساطي، وحضرت كثيرًا عند شيخ المحدثين بها ولي الدين العراقي وأخذت عنه علومًا جمة معظمها علم الحديث، وفتح لي فتحًا عظيمًا وأجازني، ثم رجعت لتونس فإذا في موضع الغبريني الشيخ أبو عبد اللَّه القلشاني خلفه فيه عند موته فلازمته وأخذت البخاري إلا يسيرًا عن البرزلي، ولم يكن بتونس يومئذ من يفوتني في علم الحديث إذا تكلمت أنصتوا وقبلوا ما أرويه، تواضعًا منهم وإنصافًا واعترافًا لحق، وكان بعض فضلاء المغاربة يقول لي لما قدمت من المشرق: كنت آية في علم الحديث، وحضرت أيضًا شيخنا الابي وأجازني ثم قدم تونس شيخنا ابن مرزوق عام تسعة عشر فأقام بها نحو سنة فأخذت عنه كثيرًا وسمعت عليه الموطأ بقراءة الفقيه أبي حفص عمر القلشاني ابن شيخنا أبي عبد اللَّه وغير شيء، وأجازني وأذن لي هو والابي في الاقراء، وأخذت عن غيرهم -اهـ- ملخصًا.
قلت: ومن شيوخه الشيخ المحدث عبد الواحد الغرياني وحافظ المغرب أبو القاسم العبدوسي وابن قرشية، وأما تآليفه فكثيرة كتفسيره الجواهر الحسان في غاية الحسن، اختصر فيه ابن عطية مع فوائد وزوائد كثيرة، وروضة الأنوار ونزهة الأخيار وهو قدر المدونة فيه لباب من نحو ستين من أمهات الدواوين المعتمدة، وهو خزانة كتب لمن حصله قال: وجمعته في سنين كثيرة فيه بساتين وروضات- اهـ.
وكتاب الأنوار في معجزات النبي المختار -صلى اللَّه عليه وسلم- والأنوار المضيئة الجامع بين الحقيقة في جزء، ورياض الصالحين جزء وكتاب التقاط الدرر وكتاب الدر الفائق في الأذكار والدعوات، والعلوم الفاخرة في أحوال الآخرة مجلد ضخم، وشرح ابن الحاجب الفرعي في سفرين جمع فيه نخب كلام ابن رشد وابن عبد السلام وابن هارون وخليل وغرر ابن عرفة مع جواهر المدونة وعيون مسائلها في سفرين وفي آخره جامع كبير نحو عشرة كراريس من القالب الكبير فيه فوائد وإرشاد السالك جزء صغير والأربعون حديثًا مختارة والمختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع، وكتاب جامع الفوائد وكتاب جامع الأمهات في أحكام العبادات وكتاب النصائح وكتاب تحفة الاخوان في إعراب بعض آي