وصل صاحب الترجمة سئل عن مالك والشافعي فقال للسائل: أين قبر الشافعي؟ فقيل بمصر العتيقة، وقال أين قبر مالك؟ فقيل: بالمدينة فقال: بينهما ما بين قبريهما- اهـ.
ونقل عنه ابن ناجي في شرح المدونة والشيخ الثعالبي في شرح ابن الحاجب وذكر عنه أنه قال: لا يلزم البراذعي مما تعقب به إلا حيث خالف ما في روايته من الأمهات عن موسى بن عقبة. وذكر الونشريسي في وفياته أنه توفي بتونس في التاسع والعشرين في ذي القعدة عام سبعة وثلاثين وثمانمائة.
فائدة:
ذكر الشيخ أبو عبد اللَّه الرصاع أن صاحب الترجمة كان يقول في مجلسه بجامع القصر من تونس: مما جرّب لتسهيل الرزق والأمان والتحصّن من آفات الزمان أن تكتب في ورقة وتجعل على الرأس مناقب السادات الكرام من الصحابة جمعهم من كتب عديدة أثنى عليهم سيد المرسلين -صلى اللَّه عليه وسلم- قال الرصاع: وقد قيدتها قديمًا ووجدت لها بركات في جميع الحالات.
قال -رضي اللَّه عنه- وهي: قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ومن أحب عمر بن الخطاب فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان بن عفان فقد استضاء بنور اللَّه، ومن أحب علي بن أبي طالب فقد استمسك بالعروة الوثقى، ألا وأن أرأف أمتي أبو بكر وأن أقواهم صلابة في دين اللَّه عمر بن الخطاب وأن أشدهم حياء عثمان بن عفان، وأن أقضاهم على ابن أبي طالب، ولكل نبي حواري وحواري الزبير، ومن أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللَّه وسعيد بن زيد من أحباب الرحمن، وسعد بن أبي وقاص يدور مع الحق حيث ما دار، وعبد الرحمن بن عوف تاجر اللَّه، وأبو عبيدة بن الجرل أمين اللَّه، وما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، ومن أراد أن ينظر إلى زهد عيسى فلينظر إلى زهد أبي ذر، وأن اللَّه ليرضى لرضى سلمان ويسخط لسخط سلمان، وأن