المواضع قبل الصبح رجالًا ونساء يتزاحمون عليها وفي خارج المسجد أكثر مما في داخله وصوته جهير يسمع الكل.
ومنع السلطان من يخلط عليه ويحيره من الطلبة وإلا فطلبة تونس لا يردهم ذلك عمن لا يشاركهم في علوهم يأتونه من قبلها، وما تصدى لمعارضته إلا شيخنا أبو العباس المعقلي حرض الطلبة تحريضًا عامًا ويقول: إنا للَّه، خلت تونس حتى صار هذا يتكلم فيها بما يشتهي، ولكن خافوا من السلطان، رحمه اللَّه تعالى، وهذه الطريق قالوا: إن ابن أخيه عبد اللَّه يفعلها بفاس بجامع القرويين وقالوا: عملها بمصر فتعجبوا من حفظه ونقله المتين من الأحاديث وثباته عليها وترتيبه، ولكنهم فضلوا عليه سيدنا أبا عبد اللَّه ابن مرزوق لمشاركته في العلوم ومفاوضته إياهم في علوم الحديث في طريق ابن الصلاح ونظمه في ذلك الأراجيز وقيل له: إن التونسيين يقولون: إنك لا تحسن العربية فأمرهم أن يقرأوا عليه كتابًا في العربية أكبر ظني أنه ألفية ابن مالك فسلك في اقرائها طريقه في المدونة وبدأ لهم بأصحاب سيبويه ثم نزل إلى السيرافي وشراح الكتاب وطبقات النحويين حتى ملّ الحاضرون وكلّوا وما زالا ينقل حتى ذهبوا ولم يراجع في ذلك، وقد يقال: اجتمع ليلة في جهاز بالشيخ أبي القاسم البرزلي وهو أعمى ولا تكلم العبدوسي قال له البرزلي: أهلًا بواعظ بلدنا فقال له العبدوسي: قل وفقيهها، فسكت البرزلي، فعد ذلك من رجلة العبدوسي وسرعة جوابه، رحمهم اللَّه تعالى -اهـ- ملخصًا ما كتب إلي به معرفًا بهذا الحافظ العظيم، واللَّه يؤتي فضله من يشاء -اهـ- كلام القاضي بن الأزرق ملخصًا.
وقال الونشريسي في تحليته: إنه الفقيه الحافظ المدرس المحدث الصدر الراوية المعتبر الأرفع الأفضل- اهـ.
وقال الشيخ الرصاع: شيخنا الإمام العلامة المحدث الصالح الرباني- اهـ.
وذكر الشيخ أبو عبد اللَّه الراعي في كتابه (انتصار الفقير السالك) أنه لما