تلميذه الإمام المقري: هو الإمام نسيج وحده ورحلة وقته في القيام على الفنون العقلية وإدراكه وصحة نظره، قال ابن خلدون: أصله من الأندلس من أهلة ابلة من بلاد الجوف انتقل منها أبوه وعمه فخدما يغمراسن صاحب تلمسان وتزوج أبوه بنت القاضي محمد بن غليون فولدت له شيخنا هذا، ونشأ في كفالة جده القاضي بتلمسان فانتحل العلم فسبق لذهنه محبة التعاليم فبرع فيها وعكف الناس عليه في تعلمها.
فلما أخذ يوسف بن يعقوب تلمسان استخدمه فكره ذلك وسار إلى الحج، قال فلما ركبت البحر من تونس لاسكندرية اشتد على الغلمة في البحر واستحييت من كثرة الغسل، فأشير عليّ بشرب الكافور فشربت منه غرفة فاختلطت فقدمت الديار المصرية وبها ابن دقيق العيد وابن الرافعة والصفي الهندي والتبريزي وغيرهم من فرسان المعقول، فلم يكن قصارى إلّا تمييز أشخاصهم فحججت ورجعت لتلمسان، وقد أفقت من اختلاطي فقرأت المنطق والأصلين على أبي موسى ابن الإمام.
ثم أراد أبو حمو صاحب تلمسان إكراهه على العمل ففر لفاس واختفى هناك عند خلوف اليهودي شيخ التعاليم فأخذ فنونها وحذق، ثم دخل مراكش في حدود عشر وسبعمائة ونزل على شيخ المعقول والمنقول المبرز في التصوف علمًاَ وحالًا الإمام ابن البنا فلازمه وتضلع عليه في المعقول والتعاليم والحكمة، ثم صعد إلى الجبل عند علي بن محمد شيخ الهساكرة فقرأ عليه واجتمع عليه طلبة العلم فكثر إفادته واستفادته ثم رجع لفاس فانثال عليه طلبة العلم من كل ناحية فانتشر علمه واشتهر ذكره.
ولما لقي السلطان أبو الحسن عند فتح تلمسان أبا موسى ابن الإمام أثنى عليه ووصفه بتقدمه في العلوم، وكان يعتني بجمع العلماء لمجلسه فاستدعاه من فاس فنظمه في طبقة العلماء، فعكف على التدريس والتعليم ولازمه وحضر