معه وقعة طريف والقيروان، قال ابن خلدون: لازمته وأخذت عنه فنونًا ثم طلبه أبو عنان بتلمسان فنظمه في طبقة علماء أشياخه، وكان يقرأ عليه حتى مات بفاس سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وأخبرني أن مولده سنة إحدى وثمانين وستمائة- اهـ.
قال تلميذه المقري: أخذ بتلمسان عن أبي الحسن التنسي وابن الإمام ورحل في آخر السابعة للشرق فدخل مصر والشام والحجاز والعراق ثم رجع لتلمسان ثم للغرب فأخذ عن ابن البنا وساءل كثيرًا من علمائه قال لي: قلت لأبي الحسن الصغير ما قولك في المهدي؟ فقال: عالم سلطان ولقيته بعد فتح تلمسان وأخذت عنه- اهـ.
قال المقري: ولما قدم شيخنا ابن المسفر الباهلي فاسًا رسولًا عن صاحب بجاية زاره الطلبة فحدثهم أنهم كانوا في زمن ناصر الدين يستشكلون ما وقع في تفسير الفخر في سورة الفاتحة ويستشكله الشيخ معهم، وهذا نصه ثبت في بعض العلوم العقلية أن المركب مثل البسيط في الجنس، والبسيط مثل المركب في الفصل وأن الجنس أقوى من الفصل، فلما رجعوا إلى الشيخ الابلي أخبروه بذلك فاستشكله ثم تأمله فقال فهمته وهو كلام مصحف وأصله أن المركب قبل البسيط في الحس، والبسيط قبل الركب في العقل وأن الحس أقوى من العقل فرجعوا إلى ابن المسفر فأخبروه فلج فقال لهم الشيخ اطلبوا النسخ فوجدوا في بعضها كما قال الشيخ -اهـ- بنقل ابن الخطيب في الإحاطة.
قال المقري: وحدثني الابلي أن عبد اللَّه بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع من ابن تيمية ينشد لنفسه محصلًا في أصول الدين حاصله من بعد تحصيله علم بلا دين أصل الضلالة والإفك المبين فما فيه فأكثره وحي الشياطين قال وبيده قضيب فقال: واللَّه لو رأيته لضربته بهذا القضيب كذا ثم رفعه ووضعه- اهـ.
قال المقري: وسمعته يقول: ما في الأمة المحمدية أشعر من ابن الفارض قال وقال طالب له يومًا مفهوم اللقب صحيح، فقال له الشيخ قل