وردّ من التخريج والنقل واهيًا ... وأورد تنبيهًا فحق قبوله
كذا. فليكن وضع التآليف لو يدم ... ولا غير ذاك العلم هذا قليله
فإن جاء فرضًا من يريد اعتراضه ... فدع أمره أن التعسف قيله
وقال بعض تلاميذه:
وعلَّامة من نعته العَلَمُ الفَرْدُ ... وبعض سجاياه السماحة والرفد
تفرد في عليائه وذكائه ... وفي خلق حلو حكى طعمه الشهد
إذا فسر التنزيل أعجز أو عزا ... حديثًا فلا يسأل زهير ولا عبد
ومهما نحا نحوًا وفقهًا وأصّله ... وعلم كلام سلمت له ألسن لد
وإن قسّم الميراث أوجز عادلًا ... بفرض يحلي وجه سنته الرشد
لقد حفّ بالحوفي منه مسدد ... متى رامه حيف فبينهما سد
فلو مالك العلم الإمام بطيبة ... رآه لولاه وقال لك العهد
أمام إمام والورى من ورائه ... يؤمون مصباحًا مصاحبه رشد
إلى أن قال في مختصره:
أبان لغيره ما لم يبنه لذي النهي ... بيان ابن رشد ما ابن رشد وما رشد
في أبيات تزيد على خمسين بيتًا.
وقلّ بتونس من لم يأخذ عنه، فمن أصحابه غير ما تقدم الشريف السلاوي والإمام ابن مرزوق الحفيد وأبو مهدي عيسى الوانوغي وأبو العباس المريض وابن قليل الهم، وأبو عبد اللَّه القشاني وأخوه الحاج أحمد القلشاني وولده أحمد شارح الرسالة وأبو يعقوب الزغبي والأمير أبو عبد اللَّه ابن السلطان أبي العباس الحفصي، والعلامة ابن عقاب وأبو يحيى بن عقيبة وابن ناجي والشريف العجيسي والإمام الزلديوي في خلق لا يحصون غربًا وشرقًا كالبدر الدماميني وغيره من الأئمة الأجلاء.