وآحاد عصري مضوا جملة ... وعادوا خيالًا كطيف المنام
وأرجو به نيل صدر الحديث ... بحب اللقاء وكره المقام
وكانت حياتي بلطف جميل ... لسبق دعاء أبي في المقام
أشار بقوله: وأرجو. . . البيت، لحديث "من أحب لقاء اللَّه أحب اللَّه لقاءه" الحديث، وصدره: أوله. وأنشدني بعض الحذاق من الطلبة تخميسًا لنفسه:
علمت العلوم وعلمتها ... ونلت الرئاسة بل جزتها
فهاك سنين عددتها ... بلغت الثمانين (البيت)
فلم تبق لي في الورى رغبة ... ولا في العلى والنهي بغية
وكيف أرجيهما لحظة ... وآحاد عصري (البيت)
ونادى الردى لي وما لي مغيث ... وحث المطية كل الحثيث
وأني لراج وحي أثيث ... أرجو به نيل (البيت)
فيا رب حقق رجاء الذليل ... ليحظى بداريك عما قليل
فيسمى رجائي بموت كفيل ... وكانت حياتي (البيت) - اهـ.
قلت: والمخمس هو الإمام الأبي، كما ذكره. وقال تلميذه ابن الخطيب القسنطيني: شيخنا الإمام الحجة، له مصنفات أرفعها مختصره الكبير في المذهب قرأت عليه بعضه سنة سبع وسبعين، وهو على حال اجتهاد في العلم، ثم لقيه قبل وفاته وبه ضعف وبعض نسيان، وأمّ بجامع الزيتونة خمسين عامًا- اهـ.
وقد مدحه الأبي بقصيدة مطلعها:
أيا طالبي العلم يبغون حفظه ... هلموا فإن العلم هانت سبيله
فهذا هديتم للصواب ابن عرفة ... أتاكم بوضع لم يشاهد مثيله
فدونكم يغني عن الكتب كلها ... وإن قل حجمًا والعيان دليله
وحل من التحقيق أرفع رتبة ... وهذب مبناه فصحت نقوله
وأحكم من كل الحقائق رسمها ... فلا خلل يخشى لديها حلوله