أنشدهما تلميذه الإمام يحيى بن عاصم له مشافهة. ومن نظمه في مدح (الشفاء) لما أرسل شيخه الخطيب ابن مرزوق للأندلس يطلب من علمائها نظم قصائد تتضمن مدح الشفاء ليجعلها في طالعة شرحه عليه، فقال صاحب الترجمة في ذلك ما نصه:
يا من سما لمراقي المجدِ مقصدُهُ ... فنفسُهُ بنفيس العلم قد كَلِفَتْ
هذي رياض بروق العلم مخبرها ... هي الشفا لنفوس الخلق إن دنفت
يجني بها زهر التقديم أو ثمر التـ ... ـعظيم والفوز للأيدي التي اقتطفت
أبدت لنا من سناها كل واضحة ... حسانة دونها الأطماع قد وقفت
وشيد العقد أركان مؤكدة ... بها على متن أهل الشرع قد وقعت
قوت القلوب وميزان العقود متى ... حادت عن الحجة الكبرى أو انحرفت
ويا أبا الفضل حزت الفضل في غرض ... به أقرت لك الأعلام واعترفت
وكنت بحر علوم ضلَّ ساحله ... منه استمدت عيون العلم واغترفت
زارته من جنباتِ القدسِ ناسمةٌ ... فحرَّكتْ منه مدحَ الفكرِ حينَ وفتْ
حتى اذا طُفئت أرجاؤه قَذَفت ... لنا بدُرَّتِها الحسناءِ وانصرفتْ
إنَّ العِنَايَةَ لَا يَحْظَى بِنَائِلِهَا ... حَرِيصُهَا بَلْ عَلى التَّخْصِيصِ قَدْ وِقفَتْ
قال الإمام محمد بن العباس التلمساني هذه الأبيات من أحسن ما قيل فيه.
أخذ عنه جماعة من الأئمة كالإمامين العلامتين: أبي يحيى بن عاصم الشهير، وأخيه القاضي المؤلف أبي بكر بن عاصم، والشيخ أبي عبد اللَّه البياني وغيرهم. توفي يوم الثلاثاء الثامن من شعبان سنة تسعين وسبعمائة، ولم أقف على مولده، رحمه اللَّه.
فائدة:
وكان صاحب الترجمة ممن يرى جواز ضرب الخراج على الناس عند ضعفهم وحاجتهم لضعف بيت المال عن القيام بمصالح الناس، كما وقع للشيخ المالقي في كتاب الورع قال: توظيف الخراج على المسلمين من المصالح