والسيوطي ثلاثتهم: ولد بالديار الاسكندرية سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وتفقه وتعاني الأدب ففاق في النحو والنظم والنثر والخط ومعرفة الشروط، وشارك في الفقه وغيره بسرعة إدراكه وقوة حافظته، وناب في الحكم ودرس بعدة مدارس وتقدم.
واشتهر ذكره ومهر وتصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو ثم رجع للاسكندرية واستمر يقرئ بها ويحكم ويتكسب بالتجارة، ثم قدم القاهرة وعين للقضاء فلم يتفق له واستمر مقيمًا إلى شوال سنة تسع عشرة فحج ودخل دمشق سنة ثمانمائة وحج منها وعاد لبلده وتولى خطابة الجامع وترك نيابة الحكم، وأقبل على الاشتغال ثم اشتغل بأمور الدنيا معاني الحياكية وصار له دولاب متسع فاحترقت عليه داره وصار عليه مال كثير ففر إلى الصعيد فتبعه غرماؤه وأحضروه مهانًا إلى القاهرة، فقام معه تقي الدين الشيخ ابن حجة وكاتب السر ناصر الدين البارزي حتى صلحت حاله.
وحضر مجلس الملك المؤيد ثم حج سنة تسع عشرة ودخل إلى اليمن سنة عشرين ودرس بجامع زبيدة نحو سنة فلم يرج له بها أمر فركب البحر إلى الهند فحصل له إقبال كثير وأخذوا عنه وعظموه، وحصل له دنيا عريضة فبغته الأجل ببلد كلبرجا من الهند في شعبان سنة سبع وقيل ثمان وعشرين وثمانمائة قتل مسمومًا.
وله من التصانيف تحفة الغريب في حاشية مغني اللبيب وشرح البخاري وشرح التسهيل وشرح الخزرجية وجواهر البحور في العروض، والفواكه البدرية من نظمه ومقاطع الشرب ونزول الغيث وهو اعتراضات على الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم للصفدي، وشرح مصدر الجواهر، وقد عمل حاشية على المغني ثم أشهد على نفسه بالرجوع عنها لما دخل الهند وألف هناك تحفة الغريب، ومن شعره:
رماني زماني بما ساءني ... فجاءت نحوس وغابت سعود
وأصبحت بين الورى بالمشيب ... عليلًا فليت الشباب يعود