لا ما عذاريك هما أوقعا ... قلب المعنى الصب في الحين
فجد له بالوصل واسمح به ... ففيك قد هام بلامين
قال السخاوي: وأكثر الشمني من تعقب كلامه في حاشيته على المغني، وكان غير واحد من فضلاء تلاميذته ينتصر لصاحب الترجمة، وله أيضًا مجلد في الإعراب وعين الحياة مختصر حياة الحيوان، وممن أخذ عنه الزين عبادة ورافقه إلى اليمن حتى أخذ عنه حاشية المغني وفارقه لما توجه للهند، وكان أحد الكمل في فنون الأدب معروفًا باتفاق الوثائق- اهـ.
قلت: وأخذ عن الناصر التنسي وابن عرفة وابن خلدون والجمال إبراهيم الأميوطي والجلال البلقيني وغيرهم، وأخذ عنه الشيخ عبد القادر المكي وغيره.
فائدة:
قال صاحب الترجمة: من أظرف الحكايات التي أذكرها أني كنت يومًا بمجلس شيخنا ابن عرفة عند قدومه للاسكندرية في رمضان سنة اثنين وتسعين بالمثناة في الأول وأنا أقرأ عليه درسًا في كتاب الحج من مختصره، وكان شخص من الطلبة الموسومين بالتشدق والتكثر بما لم يعط حاضرًا بالمجلس، فمر بموضع من كلام الشيخ عائد فيه ضمير على مضاف إليه فقال ذلك الشخص بجرأة: النحويون يقولون: لا يعود الضمير على المضاف إليه فكيف أعدتموه؟ فقال الشيخ على الفور بلا تعلم قال تعالى:{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} ولم يزد على ذلك، وفيه من اللطف ما لا يخفى، ولا شك أن النحاة لم يقولوا ما نقل هذا الرجل عنهم وإنما قالوا: إذا وجد الضمير يمكن عوده إلى المضاف وإلى المضاف إليه فعوده إلى المضاف أولى لأنه المحدث عنه ولم يمنع أحد عوده إلى المضاف إليه- اهـ.