واشتغل قديمًا ولقي المشايخ وتفقه بابن عرفة، وسمع الحديث من السويداوي والتنوخي والتاج ابن الفصيح وأضرابهم، وكان صاحب فنون حسن المحاضرة محبًا في الصالحين، ولى تدريس المسلمين بمصر سنة ثلاث وثمانمائة فنوزع فيها بأن شرط واقفها أن يكون المدرس في حدود الأربعين فأثبت محضرًا بأن سنه حينئذ خمس وأربعون سنة فيكون مولده على هذا سنة ثمان وخمسن- اهـ.
قلت: ولا يبعد أن يكون ما وجد بخطه من أن مولده سنة ثمان وستين سبق قلم أبدل فيه خمسين بستين واللَّه أعلم، ثم قال السيوطي: وله مجاميع كثيرة وشرح التسهيل سماه جلاب الموائد والمغني لابن هشام سماه الكافي الغني ثلاث مجلدات، وألفية الحديث والعمدة، واختصر كثيرًا من المطولات، وحصل له عرق جذام فاستحكم به فمات ليلة السبت رابع عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين وثمانمائة- اهـ.
وقال الحافظ السخاوي: الشيخ شمس الدين بن عمار الإمام العلامة في الفقه وأصوله والعربية والتصريف، مشاركًا في كثير من الفنون، ممتع الحاضرة والفوائد، أمارًا بالمعروف كثير الابتهال، قرأ على المجب ابن هشام في النحو واللغة ولازم العز بن جماعة في كثير من الفنون، وأخذ أصول الفقه على ابن خلدون ولقي أبا عبد اللَّه بن عرفة فقرأ عليه قطعة من مختصره الفقهي، وأخذ الفقه أيضًا عن بهرام وعبيد البشكالي وأبن خلدون وغيرهم.
سمع أشياء من الحديث يطول ذكرها ووافق الحافظ ابن حجر في كثير من شيوخه في الحديث، وأقام بالاسكندرية وأذن له معظم شيوخه في الإفتاء والإقراء، وأذن له ابن عرفة في إقراء الفقه وغيره، ثم ولى تدريس المالكية بالمسلمية القديم ونوزع فيها بأن شرط واقفها أن يكون المدرس في حدود الأربعين فأثبت أنه زاد عليها، ثم ولى تدريس قبة الصالح عن شيخه ابن خلدون والبرقوقية عوضًا عن البساطي، وناب في القضاء عن شيخه ابن خلدون ثم عن الشمس البساطي، وحج حجة الإسلام، وسمع وهو بعرفة قائلًا لم ير شخصه لا إله إلا اللَّه مات البلقيني فكان كذلك.