أرجو اللَّه أن كل من صلى ورائي أن لا تعدو عليه النار، ولعل هذا اللحم من ذلك، ولكن اكتم ذلك- اهـ. وسمعت أيضًا أنه كان في صغره إذا مر مع الصبيان على الإمام ابن مرزوق الحفيد وضع يده على رأسه ويقول: نقرة خالصة.
وأما تآليفه فقال الملالي: منها شرحه الكبير على الحوفية المسمى المقرب المستوفى كبير الجرم كثير العلم ألفه وهو ابن تسعة عشر عامًا، ولما وقف عليه شيخه الحسن أبركان تعجب منه وأمر بإخفائه حتى يكمل سنه أربعين سنة لئلا يصاب بالعين ويقول له: لا نظير له فيما أعلم ودعا لمؤلفه، وعقيدته الكبرى سماها عقيدة التوحيد في كراريس من القالب الرباعي أول ما صنفه في الفن ثم شرحها ثم الوسطى وشرحها في ثلاثة عشر كراسًا ثم الصغرى وشرحها في ست وهي من أجل العقائد لا تعادلها عقيدة، كما أشار إليه هو. حدثني بعضهم أنه مات قريبه وكان صالحًا فرآه في النوم فسأله عن حاله فقال: دخلت الجنة فرأيت إبراهيم الحليل، عليه السلام، يقرئ صبيانًا عقيدة السنوسي يدرسونها في الألواح يجهرون بقراءتها- اهـ.
قال الشيخ: لا شك أن لا نظير لها فيما علمت تكفي من اقتصر عليها عن سائر العقائد، وقد نظم سيدي محمد بن يحبش التازي في مدحها أبياتًا، وعقيدته المختصرة أصغر من الصغرى وشرحها أربع كراريس، وفيه فوائد ونكت، والمقدمات المبينة لعقيدته الصغرى قريبة منها جرمًا وشرحها خمس كراريس وشرح الأسماء الحسنى في كراريس، وشرحه الكبير على الجزيرية فيه نكت نفيسة، ومختصر الأبي على مسلم في سفرين فيه نكت حسنة، وشرح ايسا غوجي في المنطق تأليف البرهان البقاعي كثير العلم، ومختصره العجيب فيه زوائد على الخونجي وشرحه الحسن جدًّا، وشرح قصيدة الحباك في الأسطرلاب شرح جليل وشرح أبيات الإمام الاليري في التصوف وشرح الأبيات التي أولها تطهر بماء الغيب وشرحه العجيب على البخاري وصل فيه التي باب "من استبرأ لدينه" وشرح مشكلات البخاري في كراسين ومختصر الزركشي على البخاري.