وله أيضًا من قصيدة أخرى:
وغنمُ مريدٍ في انقيادٍ لكاملٍ ... له خبرةٌ بالوقتِ والعلمِ والحالِ
حوى السِّرِّ والإكسيرَ والكيميا لمنْ ... أرادَ وصولًا أو بَغَى نيلَ آمالِ
وقد عدم الناسُ الشيوخَ بقطرنا ... وآخرهمْ شيخي وموضعُ إجلالِ
وقد قال لي لم يبقَ شيخٌ بغربنا ... وذا منذ أعوام خلونَ وأحوالِ
يشيرُ إلى أهلِ الكمالِ كمثله ... عليه من اللَّه الرِّضا ما تلا قال
وله أيضًا من قصيدة أخرى:
حسامي ومنهاجي القويمُ وشرعتي ... ومنجيَّ في الدارين من كلِّ فتنةِ
محبةُ ربِّ العالمين وذكرُهُ ... على كلِّ أحياني بقلبي ولهجتي
وأفضلُ أعمالِ الفتى ذكرُ ربه ... فكنْ ذاكرًا يذكرك باري البريةِ
وما من حسام للمريدين غيرُهُ ... وكمْ حسموا ظهرًا لزار وباهت
وكم بددوا شملا لِذِي جُرْأةٍ وَكَمْ ... أبادوا عدوًا مَسَّهُمْ بمضرةِ
وكم دافعَ اللَّه الكريمُ بذكرهم ... عن الخلق من مكروهةٍ ومبيرةِ
وأفضلُ ذكرٍ دعوةُ الحقِّ فلتكنْ ... بها لهجًا في كلِّ وقتٍ وحالةِ
فكثرةُ ذكرِ الشَّيءِ آيةُ حُبِّهِ ... وحسبُ الفتى تشريفُهُ بالمحبةِ
وله أيضًا من أخرى، رحمه اللَّه:
وَخِيْرَةُ الخَلْقِ مَنْ مِنْ أجْلِهِ خُلِقُوا ... محمدٌ خيرُ محمودٍ ومن حمدا
من خصَّه بلِواءِ الحمدِ حامدُهُ ... وبالمقام القياميّ الذي حمدا
ويوم حشرِ الورى للفصلِ يرشدُهُ ... إلى محامدَ لم يرشدْ لها أحدا
وكثرةُ الحمدِ من أوصافِ أمته ... في اليُسر والعُسر في الكتبِ العلا وجد
صلَّى الحميدُ على المحمودِ أحمدَ ما ... بالحمدِ أفصحَ حمّادٌ وما سجدا
للَّه عبدٌ شكورٌ حامدٌ وعلى ... قرباهُ والصحبُ أعلا الأمةِ الحمدا
وله أيضًا -قدس سره- من أخرى:
أبَتْ مهجتي إلا الولوعَ بما تهوى ... فدعْ عنك لومي والنُّفُوسَ وما تَغْوى (١)
(١) في الأصل: تقوى والتصويب من وجه الابتهاج ص ٢٨.