أخيه، لم أعرف له رحلة لتونس، ولا ذكره أحد، وإنما كان بفاس وبها توفى، واللَّه أعلم.
وتوفي سيدي إبراهيم تاسع شعبان سنة ست وستين وثمانمائة -رحمه اللَّه تعالى ونفعنا به- هكذا ذكره غير واحد. ومن شعره قوله -رضي اللَّه عنه-:
أَمَا آنَ ارْعوَاؤكَ عَنْ شَنَارِ ... كَفَى بِالشَّيبِ زَجْرًا عَنْ عوار
أبَعْدَ الأربعينَ ترومُ هزلًا ... "وهلْ بعد العشيةِ من عَرَارِ"
فَخَلِّ حظوظَ نفسكَ والهَ عَنْهَا ... وعنْ ذكرِ المنازلِ والديارِ
وعدِّ عن الرَّبَابِ وعن سُعَادٍ ... وزينبَ والمعارفِ والعقارِ
فما الدنيا وزخرفها بشيءٍ ... ومعا أيامُهَا إلا عَوارِ
وليس بعاقلٍ من يصطفيها ... أتشري الفوزَ ويحكَ بالتَّبَارِ
فَتُبْ واخلعْ عِذارَكَ في هوى مَنْ ... لَهُ دارُ النَّعيمِ ودارُ نارِ
جمالُ اللَّه أكمل كلِّ حسنٍ ... فللهِ الكمالُ ولا ممارِ
وحبُّ اللَّه أشرفُ كلِّ أنسٍ ... فلا تَنْسَ التَّخَلُّقَ بالوقارِ
وذكر اللَّه مَرْهَمُ كل جُرْحٍ ... وأنفعُ من زلالٍ للأوارِ
ولا موجودَ إلا اللَّه حقًا ... فدعْ عنكَ التَعلُّقَ بالشّفَارِ
وله من قصيدة:
يا صاحِ من رُزِقَ التُّقى وَقَلَا الدُّنَا ... نَالَ الكرامةَ والسعادةَ والغِنَى
فاصرفْ هوى دنياكَ واصرف حَبْلَها ... دارِ البَلايَا والرزايا والعَنَا
وودادُهَا رأسُ الخطايَا كلِّها ... ملعونةٌ طوبى لمن عنها انثنى
لا تغتررْ بغرورِها فمتاعُها ... عرضٌ معدٌّ للزَّوال وللفَنا
لعبٌ ولهوٌ زينةٌ وتفاخرٌ ... لا تخدعنْكَ جنانُها مرّ الجنى
خداعةٌ غدارةٌ نكارةٌ ... ما بلَّغتْ لخليلِها قطُّ المنى
اليوم عندَك جاهُهَا وحطامُهَا ... وغدًا تراهُ بكفِّ غيرك مقتنى
فاقبلْ نصيحةَ مخلصٍ واعملْ بها ... يدنيكَ من رضوانِ ربِّك ذي الغنى
يُدخلك جناتِ النعيمِ بفضلِهِ ... دارِ المقامةِ والمسرةِ والهَنَا