للشرق، وعلماؤه على ساق، وعُرفت صدّيقيته هناك، واشتهر ذكره، وكان رفيقه في وجهته للبلاد المشرقية نظيره في العلم والدين الولي الصالح الزاهد الناصح أحمد الماجري-اهـ -كلام ابن صعد ملخصًا.
قلت: ولما حج لبس الخرقة من شرف الدين الداعي، ولبسها من الشيخ صالح بن محمد الزواوي بسنده إلى أبي مدين، وأخذ عنه حديث المشابكة، وتبرك بالشيخ الولي الصالح أبي عبد اللَّه محمد بن عمر الهواري، وتلمذ له فنال بركته. وكان عالمًا زاهدًا متصوفًا له كرامات، ومكاشفات كثيرة، وقصائد في مدحه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
أخذ عنه جماعة من الأئمة كالحافظ التنسي، والإمام السنوسي وأخيه سيدي علي التالوتي، والإمام أحمد زروق وغيرهم، قال القلصادي في فهرسته (١): أقمت بوهران مع الشيخ المبارك سيدي إبراهيم التازي خليفة الهواري في وقته، كان له اعتناء بكلام شيخه، ومن حكمه "العالم لا تعاده، والجاهل لا تصافه، والأحمق لا تؤاخه- اهـ.".
قال ابن صعد: وأخذ بمكة عن علامة علمائها وكبير محدثيها قاضي القضاة المالكية سيدي الشريف تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي، قرأ عليه كثيرًا من الحديث والرقائق وأجازه، وبالمدينة على جماعة كإمام الأئمة أبي الفتح بن أبي بكر القرشي وغيره.
وكان كلامه في طريق التصوف ومقام العرفان لا يقوم بمعناه إلا من تمكنت معرفته، وقويت عارضته، وذاق من طعم الحب ما توفرت به مادته. وأخذ بتونس عن شيخ الإسلام الحافظ العلامة عبد اللَّه العبدوسي، وبتلمسان عن علامة وقته، خاتمة العلماء محمد بن مرزوق وأجازاه معًا، وزار بوهران شيخ المشايخ جنيد أقرانه وحكيم زمانه الهواري- اهـ.
قلت: قوله: عبد اللَّه العبدوسي لعل صوابه أبو القاسم عبد العزيز العبدوسي، فهو نزيل تونس في ذلك الوقت، وأما عبد اللَّه العبدوسي فهو ولد