وقال أبو العباس الغبريني في عنوان الدراية: كان من العلماء العاملين وعلى سنن الصالحين مجاب الدعوة حاضرًا مع اللَّه في غالب أمره، له اعتقاد تام بإحياء الغزالي، دخل قاضي الجماعة يومًا في الجامع وهو يقرر للطلبة علم الكلام فسأل القاضي عن الحلقة فأخبر فأمر بإبطال الدرس فقال أبو الفضل: كما تسبب في إهانة العلم فأرنا فيه العلامة وخرج فتبعه ولد القاضي وله اعتقاد في أبي الفضل فقال له ارجع لوالدك لتواريه فرجع فوجد أباه قتل صبرًا قتله بعض أعدائه، ويذكر أن أبا الفضل ما دعا قط إلا استجيب، وهو ناظم:
اشتدي أزمة تنفرج -اهـ.
وقال أبو العباس النقاويسي: توفى بقلعة الحمادية سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وقبره مشهور بها بالبركة، أحد أئمة الإسلام وأعلام الدين. قال القاضي أبو عبد اللَّه بن علي بن حماد: كان أبو الفضل ببلادنا كالغزالي في العراق علمًا وعملًا، وقال عياض: أخذ هو والمازري عن اللخمي، كان من أهل العلم والفضل شديد الخوف من اللَّه غالب حاله الحضور معه تعالى لا يقبل من أحد شيئًا إنما يأكل ما يأتيه من توزر:
أَصبحتُ فيمنْ لهمْ دينٌ بلا أَدَب ... ومن له أَدبٌ عارٍ من الدِّينِ
أَصبحتُ فيهم غريبَ الشَّكلِ منفردًا ... كبيتِ حَسَّان في ديوانِ سُحْنُونِ
أشار لقوله في الجهاد:
وَهَانَ عَلَى سُرَاةِ بني لَؤُيٍّ ... حَريقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتطِيرِ
كان يصلي فيكثر رفع صوت من داره باللغط فقال ضيف عنده لابنه: أما تشغلون خاطر الشيخ قال: إذا دخل في صلاة لم يشعر بذلك ثم أدنى السراج من عينيه فما شعر لحضوره مع ربه وغيبته عن غيره، وأقرأ بسجلماسة الأصلين فقال ابن بسام أحد رؤساء البلد يريد هذا أن يدخل علينا علومًا لا نعرفها فأمر بطرده من المسجد فقال: أمت العلم أماتك اللَّه هنا فجلس ثاني اليوم لعقد نكاح سحرًا فقتلته صنهاجة، وجرى له مثله بفاس مع قاضيها ابن دبوس فدعا عليه فأصابته أكلة في رأسه فوصلت لحلقه فمات، وقطع ليلة