أهله وبخلهم، ومع ذلك فما زالت بركته تعم قاصديه، من الفقراء والقاصدين، فلله الحمد. وقد زرته ما يزيد على نحو خمسمائة مرة، وبت هناك ما ينيف على ثلاثين ليلة، وشاهدت بركته في الأمور، فلله الحمد على ما يسر.
وقال الشيخ ابن الخطيب القسنطيني في رحلته: حضرت عند الحاج الورع الزاهد أبي العباس أحمد بن عاشر بسلا، وقد سأله أحد الفقراء عن كرامة الأولياء، فقال له: لا تنقطع الكرامة بالموت انظر إلى السبتي، يشير للشيني الفقيه العالم المحقق أبي العباس الدفون بمراكش، يلجأ بركته وما ظهر عند قبره من البركات في قضاء الحاجات بعقب الصدقات، قال: سمعت يهوديًا بمراكش يلجأ ببركته، وينادي باسمه في أمر أصابه، لا مع المسلمين. فسألته عن سببه فأخبر أنه وجد بركته في غير موطن، فسأله عمّ رأى له في وقت، فقال: وحق ما أنزل على موسى ما أذكر لك إلا ما اتفق لي، سرت ليلة مع قافلة في مفازة، فعرجت دابتي فما شككت في قتلي وسلبي، فجلست وبكيت وبيني وبين الناس بعد، وقلت يا سيدي أبا العباس خاطرك، قال لي: فواللَّه ما أتممت الكلام إلا وأهل القافلة وقفوا لأمر أصابهم، وجرت دابتي وخفّ عرجها ثم زال، واتصلت بالناس، فقلت له: لم لا تسلم؟ فقال: حتى يريد اللَّه تعالى، وعجبت من كون ذلك يهوديًا فهي شهادة من عدو في الدين.
ولقد سألت اللَّه في أشياء عند قبره منها أن أكون ممن يشتغل بالعلم ويوصف به، وأن ييسر عليّ فهم كتب عينتها فيسر اللَّه عليّ ذلك في أقرب مدة، وقبره له بركات وأنوار، وكان أهل مذهبه الحض على الصدقة، وكان أمره عجبًا من إجابة الدعاء، ونزول المطر، واختصاصه بمكان دون آخر، وقال لأصحابه: أنا القطب، تفقه على أبي عبد اللَّه الفخار، وكان آية في الناظرة، وأوذي باللسان كثيرًا جدًا، فيصفح ويتجاوز.
ورأى عبد الرحمن بن يوسف الحسني الشريف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في النوم قال: فقلت: يا رسول اللَّه ما تقول في السبتي؟ وكنت سيئ الاعتقاد فيه، فقال لي بعد أن تبسم: هو من السباق. وقلت: بيّن لي يا رسول اللَّه، قال: