للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ولده المذكور في كتابه «درر الفرائد المنظّمة في طريق الحجّ وذكر مكّة المعظّمة»: إنّه ولد غرّة محرّم الحرام سنة ٨٨٠ بالقاهرة، وبها نشأ، وقرأ، وتمهّر، وتنقّل في المراتب، حتّى صار كاتب ديوان إمرة الحجّ، وإليه فيه الصّدر والمورد، وعليه فيه المعوّل، وضبطه ضبطا جيّدا، ورتّبه ترتيبا حسنا إلى آخر ما ذكر في هذا المعنى، إلى أن قال: توفّي في ذي القعدة سنة ٩٤٤، بعد انقطاعه متمرّضا بمرض الفالج.- انتهى-. وترجمه الشّهاب الخفاجيّ في «ريحانته» فقال: زين زمانه، وعين أعيانه، درّة تاجه، عقيلة نتاجه، بيت القصيدة، وعنوان الأدب وأوّل الجريدة، لم تعقد على مثله الخناصر، ولم تحمل بتوءم له بطون الدّفاتر، ولم يدر على نظيره نطاق نادي، ولم تحمل كتحف أخباره الرّكبان من حاضر وبادي، تفقّه على مذهب أحمد بن حنبل، فكان لطلّابه سهل المورد عذب المنهل «وللنّاس فيما يعشقون مذاهب» (١) وهم في كلّ عصر أقلّ من القليل، وهكذا الكرام كما قيل (٢):


(١) هو عجز بيت صدره:
* تعشّقتها شمطاء شاب وليدها *
(٢) أقول: وقد ضمّنها بيتي السّموأل بن عاديا من قصيدته المشهورة التي أولها:
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه … فكلّ رداء يرتديه جميل
وربما نسبت إلى عبد الملك بن عبد الرّحيم الحارثي.
يراجع: «ديوان السموأل»، وديوان عبد الملك الحارثي.
والقصيدة في حماسة أبي تمام «رواية الجواليقي»: (٤٢)، ويراجع: «الأغاني»: (١٩/ ٩٨)، و «الشعر والشعراء»: (١٠٩) … وغيرهما. والقصيدة سائرة مشهورة حتى في مناهج التعليم.