وقال: «وكان أنشأ بغزّة جامعا، وذكر لي أنه قدم مكّة مرارا وجاور بها، ثم حجّ سنة أربع وثمانمائة، وأقام بمكّة حتى توفي يوم الخميس مستهل صفر سنة خمس وثمانمائة بمنزله برباط الدّمشقية بأسفل مكة، وصلّى عليه ضحوة، ودفن بالمعلاة، وشهدت الصّلاة عليه ودفنه». وكرّر مثل ذلك الفاسيّ نفسه في «ذيل التّقييد»، وأظنّه لا يبقى بعد ذلك أدنى شكّ في خطأ المؤلّف وصاحب «الشّذرات». فمن حضر الصّلاة عليه ودفنه أولى بأن يقبل قوله. إضافة إلى أنّه مؤرّخ مشهور محدّث ثقة. ويقول الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر»: «سكن غزّة واتخذ بها جامعا، وكان للناس فيه اعتقاد، اجتمعت به ونعم الشّيخ كان، قرأت عليه عدة أجزاء، مات في صفر وله اثنتان وسبعون سنة». وقارن بسنة مولده المؤكدة يظهر لك صحة ما قلناه. وعدّد الحافظ ابن حجر في «معجمه» الأجزاء التي قرأها عليه، وذكر أسانيده إليها، ثم قال: «ومات هذا الشّيخ بمكّة في صفر سنة خمس وثمانمائة». وقال الحافظ ابن حجر: «وسمع بإفادة أخيه المحدّث إبراهيم». وأخوه إبراهيم (ت ٧٤٨ هـ) له أخبار في «المعجم المختصّ»: (٦٥)، و «الدّرر الكامنة»: (١/ ٦٥) وغيرهما. ولم يكن من الحنابلة. لا هو ولا اخوة المذكور. فتبيّن. ١٣٥ - ابن الهائم المنصوريّ، (٧٩٨ - ٨٨٧ هـ): لم يذكره ابن مفلح. أخباره في «المنهج الأحمد»: (٤٩٨)، و «التّسهيل»: (٢/ ٨٨).-