نقلا عن مسوّدته الثانية قال: « .. ووافق ذلك بعد صلاة الظّهر من يوم الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة من شهور سنة ١٢٨٨ هـ …
وذلك في خلوته بمدرسة الوزير المرحوم محمّد باشا في جانب باب الزّيادة شامي مكّة المشرّفة.
ولا نعلم متى بدأ الكتابة فيه، ولم يذكر في المقدمة ما يدلّ على ذلك، وكلامه المتقدّم يدلّ على أنّه سوّده مرّتين. وفي ثنايا الكتاب ما يدلّ على أنّه استمرّ في الكتابة فيه بعد هذا التأريخ يلحق فيه ويستدرك كلّ ترجمة يتوصّل إلى معرفتها، ويظهر أنّ آخر ترجمة كتبها وألحقها فيه هي ترجمة زميله الشّيخ محمّد بن عبد الله المانع (ت ١٢٩١ هـ) رحمه الله تعالى.
[شهرة الكتاب]
هذا الكتاب من أشهر مؤلّفات ابن حميد- رحمه الله-، بل قد لا أكون مغاليا إذا قلت: إنه سبب شهرته في الأوساط العلميّة لا سيّما بعد وفاته، وقد عرف الكتاب في حياة مؤلّفه، وذلك أنّه أتمّه تأليفا وقراءة نقلا عن مسوّدته الثانية سنة ١٢٨٨ هـ، أي قبل سبع سنين من وفاته، وقد اشتهر الكتاب قبل ذلك وهو لا يزال في مسوّداته، وشرّق وغرّب وانتسخ، ثم بعد ذلك انتشر ووصلت نسخ منه إلى المغرب والهند … ، ولقي استحسان كثير من أهل العلم.
وكثير من العلماء يعرّفون بالمؤلّف بأنّه صاحب كتاب «السّحب