للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولم يشغل نفسه بتصنيف، بل له حواش وتقييدات على بعض الكتب ك «فروع ابن مفلح» و «المحرّر» بحيث جرّدت الأولى في مجلّد ضخم، والثّانية في مجلّد متوسّط، وقد امتحن بما بين الشّافعيّة والحنابلة بدمشق، وعقد له مجلس حافل عند النّائب، وتعصّبوا عليه فلم ينهضوا لمقاومته. وقدم مصر فعظّمه الأكابر وخصوصا شيخنا، وابتهج بقدومه عليه، وأهدى له شيئا من ملبوسه وكتبه، ولقيته إذ ذاك، وسمع بقراءتي عليه، وانتفعت بلحظه ودعائه، ثمّ لقيته بصالحيّة دمشق فبالغ في إكرامي بها بما لا أنهض لوصفه، ولمّا رجعت إلى القاهرة أرسلت إليه هديّة فأحسن بقبولها، وأظهر سرورا، وقد وصفه تلميذه العلاء المرداويّ بأنّه علّامة زمانه في البحث والتّحقيق.

وقال ابن أبي عدينة (١): شيخ الحنابلة، وإمامهم، ومفتيهم، وعالمهم، وزاهدهم.

مات في عاشر المحرّم سنة ٨٦١ بدمشق، ودفن بالرّوضة، جوار الموفّق ابن قدامة، ولم يخلّف بعده في مجموعه مثله.

١٨٣ - أبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن قدامة المقدسيّ، عماد الدّين بن عزّ الدّين.


١٨٣ - عماد الدّين ابن عبد الهادي، (٧٢٠ - ٧٩٩ هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»: (٢/ ١٣).
تقدم ذكر والده ترجمة رقم (٩٥)، وهو أخ الشّيخ شمس الدّين (ت ٧٤٤ هـ) تلميذ شيخ الإسلام، وجامع سيرته.-
(١) هو ابن أبي عذيبة وقد تقدم تصحيح اسمه والتّعريف به.