الفوائد تذهب السّأم والملل عن القاريء وتنقله من أسلوب علميّ محض إلى أسلوب مفيد، مع ما فيها من المتعة والدّلالة الظّاهرة على تمكّن صاحبها من العلم، وقدرته على التّصرف في فنونه، وقد ذكر ابن حميد شيئا من ذلك لكنّه لم يلح عليه ويكثر منه ويصبح ظاهرة في كتابه كما هي الحال في كتاب الحافظ ابن رجب رحمه الله.
[قلة علماء نجد في الكتاب]
مع أنّ كتاب «السّحب الوابلة» جمع واستوعب كثيرا من علماء الحنابلة إلا أنّ علماء نجد الذين ذكرهم قلة في الكتاب فلا تزيد تراجمهم على سبعين ترجمة تقريبا، وقد أمكن استدراك ما يزيد على مائتي ترجمة أسقطها جهلا منه أو تجاهلا، ونحن نعلم أنّ المذهب الحنبليّ انتشر في نجد وخاصّة في القرون الثلاثة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وعلماؤها منهم خاصّة أكثر من علماء مصر، والشّام، والعراق، من الحنابلة أيضا، في ذلك الوقت بلا شك، واتباع الهوى والعصبيّة العمياء جعلاه يغفل كثيرا من علماء الدّعوة الإصلاحية التي قام بها الإمام المجدّد شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله- وهي دعوة سلفيّة ينادي بها الشيخ إلى تحكيم كتاب الله وسنّة نبيه محمّد صلّى الله عليه وسلم والتّمسّك بهما ظاهرا وباطنا وعدم البعد عنهما، وعلماء هذه الدّعوة