كان على المؤلّف- رحمه الله- أن لا يورده أصلا ما دام متيقنا أنّه ليس بحنبليّ المذهب. ولا أدري من يقصد بقوله: «كذا ذكره بعض من صنّف من الحنابلة في الطّبقات» فلعلّه يقصد العزّ أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني (ت ٨٧٦ هـ) لأنّ العليمي لم يذكره لا في أصله ولا في مختصره، ولم يذكر ابن حميد أنه وقف على كتاب العزّ فلعلّه وقف على نقل عنه أو عن غيره. وعلى افتراض أنّ العمريّ من الحنابلة لا يلزم المؤلّف- رحمه الله ذكره؛ لأنّه توفي سنة (٧٤٩ هـ) فهو داخل في فترة ابن رجب، وكتاب «السّحب» ذيلا على كتاب ابن رجب كما أوضح مؤلّفه. والذي غر من جعله من الحنابلة أنّ ابن فضل الله- رحمه الله- من أنبل تلاميذ ابن تيميّة ومحبيه، قرأ عليه «الأحكام الصّغرى»، وأخذ الأدب عن الشّهاب محمود وهو حنبليّ أيضا، وألف كتابا حافلا في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، وبالغ في ذكر فضائله في ترجمته في كتابه «مسالك الأبصار»، ولا يلزم من هذا كلّه أن يكون حنبليا، إلا لكان الحافظ ابن ناصر الدّين والحفاظ الأربعة المزّي والبرزالي والذهبي وابن كثير من الحنابلة أيضا. وكلهم من مشاهير محبّي شيخ الإسلام ابن تيميّة.-