نسخها أو ملكها، اطلعت على كثير منها وفي ذكرها إطالة.
إذا فانشغاله بالقراءة والتّتبع والتّعليق والاستدراك، وهي التي نسميها الآن القراءة الحرّة، ثم ما أنيط به من مهام وأعمال في الإمامة والفتوى، وانشغاله بالتّدريس، كلّ ذلك كان صارفا له عن التأليف. واخترام المنيّة له في سنّ النّضج والعطاء (قبل الستين) فلم تمهله لتكميل ما بدأه من تآليف كان على عزم لتأليفها، كما سنوضحه في الحديث هنا عن بعض مؤلّفاته. وإذا أضيف إلى ذلك ما له من علاقات اجتماعية بكثير من رؤساء وعلماء وأعيان مكّة والواردين عليها، وحضور مجالسهم، ومسامراتهم، ومحاضراتهم، كلّ هذا وذاك جعلاه يكون قليل التأليف، ومن أشهر مؤلفات ابن حميد- رحمه الله-:
١ - كتابه هذا «السّحب الوابلة على ضرائح الحنابلة»:
وسنفرد القول فيه إن شاء الله تعالى مفصّلا.
٢ - «حاشية على شرح المنتهى»:
هذا الكتاب من أهمّ كتب ابن حميد التي وقفت عليها، أعرف الآن له نسختين خطيتين؛ إحداهما بخطّ تليمذه عبد الله بن عايض قاضي في عنيزة المتوفي سنة ١٣١٧ هـ. تقدم ذكره في تلاميذه، وهذه النّسخة نسخها بخطه الفائق على «شرح المنتهى» للمؤلف نفسه في المكتبة الوطنية بعنيزة التابعة للجامع الكبير كلاهما بخط المذكور.