وعسفه، كما أنّها ملاذ لكثير من الكتب الخارجة من مصر بعد سقوط دولة العبيديّين وقل ما شئت عن الكتب المهاجرة من الأندلس، مع كثير من علمائها الذين فضّلوا سكنى الشّام. ويظهر ذلك جليا من خلال معرفتنا بأماكن نسخ الكتب، ثم التملكات المدونة عليها، مما يدل على رحلات هذه الكتب وتنقّلاتها بين البلاد والعباد.
وفي زمن ابن حميد- رحمه الله- لا يوجد من الكتب في بلاد الحرمين ونجد إلا أقلّها، لأنّ نوادر الكتب ومختارها ارتحل إلى دار الخلافة في استانبول وبلاد الدّولة العليّة العثمانيّة مع قلّة ذات يد المؤلّف وعدم قدرته على جلب نوادر الكتب واقتنائها.
التزم ابن حميد التّذييل على كتاب ابن رجب وعدم الاستدراك عليه؛ لأنّه كان قد عقد العزم على الاستدراك على كتاب الحافظ ابن رجب في كتاب غير هذا، وشرع في جمعه فعلا (يراجع: مبحث مؤلّفاته)، لكنّه قد سها وذكر من كان حقّه أن يذكر في المستدرك ولا يذكر هنا، لأنّه أخطأ في تواريخ وفياتهم، وربما ذكر أناسا، ولم تذكر وفياتهم، وبعد البحث والتّحقيق تبيّن أن وفياتهم متقدّمة عليه، وبعضهم لم تذكر وفياتهم أصلا لكنّ ملامح الترجمة تدلّ على أنّهم غير داخلين في شرطه. وذكر أناسا قلائل جدّا من غير الحنابلة ظنا منه أنّهم منهم، وإليك تفصيل ذلك:
[علماء ذكر وفياتهم وأخطأ فيها]
- التّرجمة رقم (٢٦٨): سنقر بن عبد الله، ذكر وفاته سنة (٧٨٥ هـ)،