من علماء نجد تقرب من سبعين عالما (١)، وبقيّة العلماء والعالمات من بلاد الشّام، ومصر، والعراق، والحجاز، والأحساء، وأكثرهم من بلاد الشّام، وهذا شيء غير مستنكر؛ لأنّ بلاد الشّام في الفترة التي جمع المؤلّف تراجمها من أكثر البلاد حنابلة، وهم يقيمون بشكل ظاهر في صالحية دمشق، وبعض قرى الغوطة، ولهم في الجامع الأمويّ كرسيّ معروف بهم للوعظ، وحلقة إلقاء للدّروس، ولهم في فلسطين وجود في جبل نابلس والقرى التّابعة لها مثل مردا، وكفل حارس، وغيرهما، ثم بعض نواحي بيت المقدس كأرسوف، وجمّاعيل، والفندق، ولهم في بعلبك وقراها وطرابلس وجود ملحوظ أيضا، ويوجدون في حلب، وحمص وحماة، وغزّة …
بشكل أقلّ بكثير يظهر هذا في نسبهم أثناء التراجم، وتولّيهم القضاء والإمامة والتّدريس والفتوى هناك. وعدد تراجمه أكثر بكثير من تراجم الحافظ ابن رجب الذي اشتمل كتابه على واحد وخمسين وخمسمائة ترجمة، وفترة ابن رجب- وإن كانت أقلّ من فترة ابن حميد- فهي أكثر ثراء وانتشارا للمذهب، ومصادرها أوسع وأكثر وأخصب، وهو بكثير من المترجمين حديث عهد، والمكتبات في بلاد الشّام- محل إقامة ابن رجب- مكتظّة بالكتب النّادرة آنذاك، فهي ملاذ للكتب النّاجية من ظلم التّتار في العراق والمشرق وبطشه
(١) أفرد شيخنا حمد الجاسر- حفظه الله تعالى- مقالة في مجلته الغراء (العرب) عن علماء نجد المذكورين في «السحب الوابلة» وخرج تراجمهم وعرّف بهم فله منا جزيل الشكر والثناء والعرفان بالجميل، ومن الله المثوبة إن شاء الله تعالى، وقد أفدنا منها إفادات جليلة.