للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نقلت من خطّ بعض الأفاضل ما صورته: هو الشّيخ، الإمام، العلّامة، شمس الدّين، ابن جمال الدّين، ابن شمس الدّين الزّركشيّ المصريّ، مؤلّف «شرح الخرقيّ» وهو والد المسند زين الدّين عبد الرّحمن أبي ذرّ المعروف ب «الزّركشيّ» كان إماما في المذهب، وله تصانيف مفيدة أشهرها «شرح الخرقيّ» لم يسبق إلى مثله (١) وكلامه فيه يدلّ على فقه نفس، وتصرّف في كلام الأصحاب، وله شرح ثان على «الخرقيّ» اختصره من الشّرح الكبير، لكنّه لم يكمله بقي منه قدر الرّبع، وصل فيه إلى أثناء باب الأضاحي، وشرح قطعة من «المحرّر» للشّيخ مجد الدّين، من النّكاح إلى أثناء باب الأضاحي قدر مجلّد وشرح قطعة من «الوجيز» من العتق إلى الصّداق استمدّ فيها من مسوّدة «شرح المحرّر» للشّيخ تقيّ الدّين، وزاده محاسن، أخذ الفقه من قاضي القضاة موفّق الدّين عبد الله قاضي الدّيار المصريّة، ورأيت بخطّ قاضي القضاة محبّ الدّين البغدادي- تغمّده الله تعالى برحمته- أنّ ولده


- من «الوجيز» اطلعت لها على نسختين خطيتين وأشرت على بعض إخواننا من طلبة العلم في الجامعة الإسلامية بتحقيقه ولا يزال يعمل فيه نفعه الله ونفع به.
وفي ذكر والدته هنا دلالة على أنها كانت من أهل العلم رحمها الله، وابنه زين الدين عبد الرّحمن له ذكر وأخبار ورئاسة ودراية بالحديث … تقدم ذكره في موضعه.
(١) قول المؤلّف: (لم يسبق إليه .. ) غير مقبولة منه، فشرح الموفّق بن قدامة رحمه الله «المغني» في «شرح مختصر الخرقي» أجود منه وأسبق وأكثر فائدة لا يختلف في ذلك اثنان، وذلك زلة قلم من الشيخ عفا الله عنه، وقولي هذا لا يحط من قدر الشيخ الزّركشي ولا يقلّل من قيمة شرحه لكنّه الإنصاف، فاعلم ذلك.