للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولد في مدينة الأحساء سنة ١١٤٢، ونشأ بها في كنف والده، وكفّ بصره بالجدريّ وهو ابن ثلاث سنين، وكان يقول: لا أعرف من الألوان إلّا الأحمر لأنّي كنت إذ ذاك لابسا أحمر، ووضع الله فيه من سرعة الفهم وقوّة الإدراك،


- وآل أبي العينين، وآل غنّام، وآل عبد اللّطيف، وآل موسى .. وغيرهم قد عرفوا الدّعوة، وانتقل كثير منهم إلى الدّرعية والتقوا بأئمة الدّعوة وقادتها، واطمأنت نفوسهم إلى مبادئها وأهدافها، فدافعوا عنها في الأحساء في وجه خصومها أمثال ابن فيروز وأتباعه وأنصاره، فكانوا قوة حقيقية للدعوة في تلك البلاد، وهم على مذاهبهم الفقهية المختلفة الحنبلي والحنفي والمالكي والشّافعي. وكلها موجود في الأحساء آنذاك.
قال ابن بشر في «عنوان المجد»: (١/ ٢٠٦): «واستولى على الأحساء أميرا- من جهة عبد العزيز- برّاك بن عبد المحسن وبايعوه على السّمع والطّاعة، وكتب إليه عبد العزيز أن يجلى من الأحساء رؤساء الفنن، محمّد بن فيروز، وأحمد بن حبيل، ومحمّد بن سعدون فأخرجهم براك منه .. ».
فهنا يظهر أنه أخرج من الأحساء ولم يكن هو الخارج بنفسه كما قال المؤلّف.
وما زال ابن فيروز بعد إخراجه من الأحساء يتربّص بالدّعوة وأهلها الدّوائر فلما أراد باشا بغداد الإغارة على نجد وانتدب لهذا الأمر ثويني بن سعدون كان ابن فيروز أول المحرّضين له، وبذل كلّ ما في وسعه لإنجاح هذا الأمر، وعمل قصيدة مشهورة يحرّض فيها على قتال أئمّة الدّعوة وقادتها أولها:
أنامل كفّ السّعد قد أثبتت خطّا … بأقلام أحكام لنا حرّرت ضبطا
نقضها عليه الشّيخ حسين بن غنّام الأحسائي المالكي بقصيدة أجود منها قال:
على وجهها الموسوم بالشئوم قد خطّا … عروس هوّى ممقوتة زارت الشّطّا
تخطّت فأخطت في المساعي مرامها … ومرسلها عن نيل مقصودها أخطا
-