قال في «الشّذرات»: ولد في سنة ٧١٤، وسمع الكثير من جماعات منهم الشّهاب ابن الصّرخديّ، وتفقّه، وناب في القضاء، ثمّ استقلّ به إلى أن مات.
[قال ابن حجّي: كان رجلا عالما، جيّد الفقه، عارفا بالأمور، وعنده تواضع، وكان يسارع إلى إثبات هلال رمضان، وخبّرني أنّه رأى بخطّ شمس الدّين بن أبي عمر ومحيي الدّين النّوويّ جواب استفتاء عن واقف وقف مدرسة وشرط حضورها كلّ يوم هل تجوز البطالة والتّخلّف في الأيّام الّتي جرت العادة بترك الحضور؟ فأجاب بالجواز. اهـ من «طبقات ابن مفلح»] وكان محمودا في ولايته إلّا أنّه في حال نيابته كان كثير التّصميم، بخلافه لمّا استقلّ، وكان يكتب على الفتاوى كتابة جيّدة، وكان كيّسا، متواضعا، قاضيا لحوائج من يقصده، خبيرا بالأحكام، ذاكرا للوقائع، صبورا على الخصوم، وعارفا بالإثباتات وغيرها، لا يلحق في ذلك، وكان يركب الحمارة على طريقة عمّه، وقد خرّج له ابن المحبّ الصّامت أحاديث متباينة، وحدّث ب «مشيخة ابن عبد الدائم» عن حفيده محمّد بن أبي بكر بسماعه من جدّه.
توفّي في رمضان سنة ٧٨٨ عن ٧٤ سنة.
- بهم والاستئناس، يوقر الكبير، ويلطف بالصّغير، ويراعي الأحوال في الجليل في كلّ شيء والحقير، باشر الوظائف الدّينية والتّداريس الجليلة في بلاد الشّام، ثم ولي القضاء بدمشق واستمرّ فيه إلى أن أدركه ما لا محيد عنه من السّام».