للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: وهو الّذي كتب للحافظ أبي الحسين اليونيني نسخته من «صحيح البخاريّ» الّتي اعتنى الحافظ بتصحيحها وضبطها واشتهرت في الآفاق ب


- قلت: [القول للكتاني- رحمه الله-] اشتهر في كتب المتأخرين أنّ الشّيخ المترجم أول من أدخل النسخة اليونينية للمغرب، وكنّا نفهم ونسمع من النّاس أنه أدخل الأصل اليونيني بنفسه، ثم تحقّق أنه أدخل بعض فروعه المقابلة على الأصل اليونيني، وقد وقفت على الفرع المذكور الذي جلبه الشيخ المترجم من المشرق، وهو في عشرة أسفار بخطّ مشرقيّ واضح نقيّ، كاتبه إبراهيم بن علي القيصري المكّيّ الحنفي فرغ منه سنة ١١١٧ هـ تجاه الكعبة المعظمة، وذكر أنّ ناسخ الأصل اليونيني محمّد بن عبد المجيد أتمّه سنة ٦٦٩ هـ، وعلى الفرع المذكور بخطّ المترجم: «ملك لله في يد أحمد بن محمّد بن ناصر، كان الله له، بمكّة المشرّفة بثمانين دينارا ذهبا-» انتهى من خطّه.
وفي مكتبة الزّاوية النّاصرية فرع من هذا الفرع في ثلاثين جزءا بخط محمد بن محمد ابن محمد بن حجّي الفاسي أتمّه نسخا عام ١١٢٨ هـ. على أوله: «هذا السفر الأول من اليونينية من أحباس الزّاوية النّاصرية مما أمر بنسخة الإمام … أحمد بن محمد ابن محمد بن أحمد بن حسين بن ناصر بن عمرو … ».
ولابن عبد السّلام النّاصري في كتاب «المزايا» التّنصيص على أنّ النّسخة اليونينية يعني التي عندهم مقابلة على أصل صحيح مقابل من أصل اليونيني …
ورواية اليونيني دخلت المغرب قبل ذلك ضمن «شرح القسطلّاني» المسمى ب «الإرشاد» فإنّه عليها اعتمد فيه.
هذا حديث واحد من كتاب واحد عن النّسخة المذكور، والحديث عنها شائق، ولكنّه طويل لا يتّسع له المقام، كما لا تتّسع له صدور الطّلاب أيضا والله المستعان.-