للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولد في قرية يقال لها: العطّار- بفتح العين وتشديد الطّاء- قرية من قرى سدير (١) من نّجد، وقرأ القرآن في صغره، ونشأ في طلب العلم فلم يجد من يشفي أوامه، فارتحل إلى الأحساء للأخذ عن علّامتها الشّيخ محمّد بن فيروز، لشهرته، فأكرم مثواه وقرّبه وأدناه، وصار كولده لصلبه، وقرأ عليه في التّفسير، والحديث، والفقه، والأصلين، فمهر في ذلك لا سيّما الفرائض وتوابعها من الحساب والجبر والمقابلة، فكان فيها فردا لا يلحق، واشتهر بها، وصار عليه فيها المعوّل في حياة شيخه (٢).

حتّى إنّ شيخه أمره أن يقرئ بعض طلبته هذه الفنون؛ لمهارته فيها، ولم يزل ملازما لشيخه في جميع دروسه، رفيقا في المطالعة لابنه النّجيب الشّيخ عبد الوهّاب، وحجّ، وزار، فاستجاز علماء الحرمين فأجازوه، وأجازه شيخه ومشايخ الأحساء وغيرهم بإجازات بليغة، ثمّ لمّا تحوّل شيخه إلى البصرة تحوّل معه ولم يفارقه حتّى مات، فسكن بلد الزّبير، ثمّ طلبه شيخ المنتفق لقضاء بلده «سوق الشّيوخ» وخطابتها فامتنع، فطلب ولده الشّيخ


- وهو مترجم في السابلة على السحب الوابلة، كذا نقل عنه مؤلفا «إمارة الزبير».
أخباره كثيرة، ومؤلفاته جليلة، وعنايته بالمصادر جمعا واختصارا ونسخا ظاهرة، خلف مكتبة حافلة بعضها بخطّه.
(١) العطار: هي الآن على تسميتها، يراجع «معجم اليمامة»: (٢/ ١٦١)، وهي بلدة عامرة، وذكر الأستاذ ابن خميس من علمائها محمد بن علي بن سلوم المذكور …
وغيره، وحدد شيخنا ابن بسّام مولده في أول رمضان سنة ١١٦١ هـ.
(٢) جاء في هامش بعض النّسخ: «وقد قال: قدمت على شيخنا … ».