ذكره الشّهاب في «الرّيحانة» فقال: فاضل جرت في مضمار الأدب سوابقه، وتألّق في سماع الفضل من ظلال سحائبها بوارقه، حتّى ترنّمت بمآثره ورق الحمائم، ومزّقت طربا لها جيوب الغمائم، وطال عمره حتّى لفّ الدّهر على هامته ثلاث عمائم، وصفا ماؤه فتلوّن بلون إنائه، ونفض الزّمان عليه صبغ صباحه ومسائه، وله سهم عائل في العربيّة والفرائض، وبديهة تسبق في ارتجالها ما يعجز عنه ألف رائض، فإذا خاطب بالخطابة تهتزّ له أعواد المنابر، ويورق بفضل فضائله روضها النّاضر، إذا ارتجز فلا يشقّ رؤبة غباره العجّاج، وإذا أحمض بهزله ذهبت مجّانا لطائف ابن حجّاج، وربّما مال إلى جعله مقراض الأعراض منهجا، سالكا بحروف الهجاء مسلك من هجا، وشعره بديارنا يتلو فم الدّهر، وتتفكّه الأسماع منه بغضّ الثّمر والزّهر، فمنه قوله:
في مصر قاض من القضاة وله … في كلّ أموال اليتامى وله
إن رمت عدالة فقم عدله … من عدّله دراهما عدله
ومنه:
ألا يا أيّها القاضي تيقّظ … لأمرك واحترز من ترجمانك