قال الشّيخ جار الله: أقول: وقد عاش بعد المؤلّف نحو عشرين سنة، فكان أحد مشايخه الحنابلة في مدرسة الشّيخ أبي عمر، واجتمعت به فيها، وأخذت عنه بعض مرويّاته سنة ٩٢٢، وهو طارح للتّكلّف، مع الأصل والتّقشّف، ومحبّة الغرباء وإكرامهم، وأنا ممّن أكرمني منهم، ثمّ عدت لبلدي، وبلغني أنّه مات بعدي يوم الأحد ثامن ربيع الأوّل سنة ٩٢٦ بالصّالحيّة، ودفن بها في مقبرة الشّيخ أبي عمر خارج الحوّاقة.- انتهى-.
وقال ابن طولون: هو شرف الدّين أبو عمران الشّهير ب «ابن الفقيه أيّوب» ميلاده بقرية مردا من أعمال نابلس سنة ٨٤٨ - تقريبا- وحفظ القرآن و «المقنع» و «ألفيّة ابن مالك»، وذكر لي أنّه قرأ الكتب السّتّة على أبي العبّاس ابن زيد، وكذا «سيرة ابن هشام» وسمع على أخيه الشّيخ عليّ، والنّظام ابن مفلح، والبرهان بن مفلح، وأنّه أخذ عن البرهان الباعونيّ، وأبي الفرج بن الشّيخ خليل، والبرهان بن جماعة المقدسيّ، والكمال بن أبي شريف، وسمع من الشّمس السّخاويّ المسلسل بالأوّليّة وأشياء، وكتب لي إجازة بذلك، وقال فيها إنّ مؤلّفاته إلى غاية سنة ٩٢٦ بلغت مائة وستّين، وقرأ على أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي عمر بمنزله بالبرقوقيّة الباب الأوّل والأخير من «الصّحيحين»، وقرأ على غير من ذكر وأجازوه، وتفقّه بالشّيخ علاء الدّين المرداويّ صاحب «التّنقيح» وأجازه، وقرأ «العمدة» الفقهيّة للموفّق على الشّهاب بن زيد حلّا ورواية، ولم يستوعبها، وسمعت منه المسلسل بالأوّليّة والقطع المذكورة من «الصّحيحين» وعدّة أشياء، ولازمته كثيرا وهو الّذي صحّحت عليه «ألفيّة ابن مالك» بل حفظي لها بمنزله، وكثيرا ما كان يجيء