خيّرة، وتكتب خطّا جيّدا، وكذا ذكرها المقريزي في «عقوده» وقال: كانت امرأة خيّرة، صالحة، تكتب كتابة حسنة، ولها فهم مليح.- انتهى-.
وكانت خيّرة، فاضلة، صالحة، كاتبة للمنسوب، حسبما رأيت ورقة من خطّها، فهمة، مستحضرة للسّيرة النّبويّة، تكاد أن تذكر الغزوة بتمامها، ذاكرة لأكثر «الغيلانيّات» راوية لكثير من الأشعار، سيّما «ديوان البهاء زهير» تحفظ غالبه، سريعة الحفظ، تحكي أنّها حفظت خمس أبيات موشّح بعشرين قرينة من مرّة واحدة، من بيت علم ورواية، كلّ ذلك مع متانة الدّيانة، وكثرة التّعبّد، والمحاسن الجمّة، قلّ أن ترى العيون في النّساء مثلها، وقد حجّت وزارت مع ولدها بيت المقدس والخليل غير مرّة، وحدّثت أيضا هناك، وأخذ عنها غير واحد من الأعيان.
قال البقاعيّ: كتبت الكتابة الحسنة، وكانت من الذّكاء على جانب كبير، تطالع الفقه فتحفظ وتفهم، وتحفظ شعرا كثيرا، مرّت على «ديوان البهاء زهير» و «مصارع العشّاق» و «السّيرة النّبويّة لابن الفرات» و «سلوان المطاع لابن ظفر» وكانت تحفظ غالبها وتذاكر به، وكانت خيّرة من صباها إلى أن توفّيت، على سمت واحد في ملازمة الصّلاة والعبادة والأذكار، ولم تتزوّج بعد القاضي برهان الدّين، ورأت في صغرها أنّ جميع النّجاسات تغسل سبعا فرسخ ذلك عندها فكانت تتشدّد في أمر التّطهير. ماتت بعد عصر يوم الأربعاء سادس عشر ذي القعدة سنة ٨٤٠ ودفنت من الغد وهي خاتمة أصحاب جدّها والّذي بعده بالسّماع.- انتهى-.
أقول: قوله: ورأت في صغرها .. إلخ غير مناسب؛ لأنّ غسل جميع