للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلمّا انتبهت من نومي بادرت إلى كتابتها في الظّلام على هامش كتاب خوفا من نسيانها. وحكى أيضا عن شيخه محمود الغزنويّ أنّه دخل في سياحته ملطية (١) فبينا هو نائم إذ رأى بلالا رضي الله عنه بمكان مرتفع وهو ينادي أيّها النّاس هلمّوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فبادرت إلى الخروج، فرأيت رحبة متّسعة فيها حلقة عظيمة تكون قدر أربعمائة نفس كلّهم من الصّحابة، فنظرت فلم أعرف منهم إلّا أبا ذرّ وأبا الدّرداء، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جالس في صدر الحلقة، وبجانبه الجنيد البغداديّ، وهو يتكلّم معه في المريد والإرادة. قال: ثمّ رفع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأسه وهو يقول: «خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم»، قال- مشيرا إلى الصّحابة-: أتظنّون أنّكم قرني فقط؟! كلّ من كان على سنّتي ومتابعتي فهو في قرني إلى يوم القيامة (٢).


(١) ملطية: من الثّغور في بلاد الشام تكرر ذكرها في شعر أبي الطيب المتنبي وفي شعر أبي فراس الحمداني. قال ياقوت في «معجم البلدان»: (٥/ ١٩٢): «بفتح أوله وثانيه وسكون الطّاء وتخفيف الياء، والعامة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء. وهي من بناء الإسكندر، وجامعها من بناء الصّحابة. بلد من بلاد الرّوم مشهور مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين».
(٢) رحم الله السخاوي، فإنه مع جلالة قدره، واشتغاله بالحديث وعلومه مولع بمثل هذه الحكايات، والمرائي، وأول شرط للرؤيا الصالحة أن لا تناهض مدركا شرعيا بوجه ما.
وأما الحديث المذكور فأول لفظه: «خير الناس قرني … » الحديث من رواية ابن مسعود، وعائشة، وعمران بن حصين، وجعدة بن هبيرة.
وأصله في «صحيح مسلم» من حديث عائشة- رضي الله عن الجميع-.