للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال التّقيّ ابن مفلح في «طبقاته» (١): كان من أهل العلم والبراعة والفهم، والرّئاسة في العلم، متفنّنا، عالما بالحديث وعلله، والنّحو واللغة، والأصلين، والمنطق، وغير ذلك. وكان له باع طويل في التّفسير لا يمكن وصفه، وفي الأصول والفروع والقدم العالي، وفي شرف الدّين والدّنيا المحلّ السّامي، وله معرفة بالعلوم الأدبيّة، والفنون القديمة الأوّليّة، وكيف لا وهو تلميذ ابن تيميّة، فقد قرأ عليه واشتغل به/ كثيرا، وقرأ عليه مصنّفات في علوم شتّى، منها: «المحصّل» للفخر الرّازيّ، ولقد قال لي مرّة: كنت في حال الشّبوبيّة ما أتغدّى إلّا بعد العشاء الآخرة للاشتغال بالعلم، وقال لي مرّة، كم تقول: إنّي أحفظ بيت شعر؟ فقلت: عشرة آلاف، فقال: بل ضعفها، وشرع


(١) النص في «المقصد الأرشد» عن طبقات عمّه تقيّ الدين.
في «المقصد الأرشد»: «وقال مرّة لعمّي الشّيخ برهان الدّين: كم تقول أحفظ … » وقال أيضا: «ودرّس بعدة مدارس، ثم طلب في آخر عمره إلى مصر ليدرس بمدرسة السلطان حسن، وولي مشيخة سعيد السّعداء، وأقبل عليه أهل مصر، وأخذوا عنه، ثم عاد إلى الشّام وأقام بها مدة يدرّس ويشتغل ويفتي، ورأس على أقرانه إلى أن ولي القضاء بعد جدّنا قاضي القضاة جمال الدّين المرداوي في رمضان سنة سبع وستين، فباشر مباشرة لم يحمد فيها، وكان عنده مداراة وحبّ في المنصب، ووقع بينه وبين الحنابلة من المرادوة وغيرهم. قال ابنكثير: لم تحمد مباشرته، ولا فرح به صديقه، بل شمت به عدوّه، وباشر القضاء دون الأربع سنين إلى أن مات وهو قاض. ذكره الذّهبي في «المعجم المختصّ» والحسيني في «ذيله» فقال فيه: مفتي الفرق سيف المناظرين. وبالغ ابن رافع وابن حبيب في مدحه، وكان فيه مزح ونكات في البحث، ومن إنشاده وهو بالقاهرة».