حسن الأعرج، والعلاء الحصنيّ في العربيّة والأصلين وغيرهما، وكذا الأرمني في «الألفيّة» و «شرحها»، و «شرح النّخبة»، و «البخاري» بقراءته وقراءة غيره، وقرأ على الزّين زكريا في «الرّسالة القشيريّة» وغيرها، وحجّ، وتميّز، وفهم، وتنزّل في الجهات كالشّيخونيّة، وكتب بالأجرة وغيرها، وتكسّب بالشّهادة، ثمّ ولي عاقدا فاسخا، بعد سعي كبير، وصاهر ابن بيرم على ابنته.- انتهى-.
قال الشّيخ جار الله: أقول: وبعد المؤلّف تقرّب من قاضي الحنابلة الشّهاب أحمد بن علي الشّيشيني فناب عنه في حياته، ثمّ اشتغل بها عوضه بعد وفاته سنة ٩١٩، وستمرّ فيها أوّل دولة الأروام سنة ٢٠، ثمّ عزل بعد فقد قضاة العرب من كلّ مذهب بالقاهرة، وصار قاضي مصر الحنفيّ الرّوميّ من سنة ٣٠ يولي نوابا عنه في كلّ مذهب يحكمون بالصّالحيّة، وانحصر هو وأهل البلد، وضاقت عليهم المسالك، مع أنّه انفرد بمعرفة مذهبه، وصار عليه المعوّل فيه، وقد شارك في الحديث، وسار فيه السّير الحثيث، بحيث درّس فيه وفي فنون، وكتب الاستدعاءات، وهو لطيف العشرة، طارح للكلفة، فقير الحال، كثير العيال، وقد حصّل بعض الوظائف والكتب النّفيسة، واستمرّ على جلالته حتّى مات في ذي الحجّة سنة ٩٤٩ في القاهرة، وخلّف أولادا نجباء، وذكرا حسنا رحمه الله تعالى وإيّانا.- انتهى-.
- أقول: ومن أولاده قاضي القضاة أبي بكر (١) تقيّ الدّين محمّد الآتي، صاحب «المنتهى»، والقاضي عبد الرّحمن، ورأيت في «تذكرة المهتار» أنّه
(١) هكذا بخطّ المصنّف، وهكذا في النّسخ وصوابها: «أبو بكر».