والفرائض، والحساب، والعربيّة، وتفوّق بالفقه، وممّا وقع له بدمشق أنّ ولده الشّيخ محمّدا تشاجر مع رجل ميازريّ شريف من أهالي دمشق وتشاتما، ثمّ بعد ذلك وفّق بينهما بعض النّاس وأصلح بينهما في محكمة الصّالحيّة عند نائب الحكم، وهو الشّيخ عبد الوهّاب العكريّ (١)، وكتببذلك حجّة، فبعد مضي أيّام خرج ذلك الميازريّ بالأعلام والمزاهر إلى طرابلس الشّام مشتكيا ولد المترجم إلى كافلها أصلان باشا، فأمر حالا فطلب سبعمائة قرش من الشّيخ محمّد، وأتعبهم في استخراجها، وتعب لذلك الشّيخ المترجم جدّا، ثمّ جاء إلى دمشق وأخبر بعض أعيانها فانتصر له جماعة، منهم: جدّي الكبير قطب العارفين الشّيخ مراد الأوزبكي نزيل دمشق، والمولى أسعد بن أحمد الصّدّيقيّ، وأرسلوا كتبا إلى الوزير يترجّون إرجاع ما أخذ من الشّيخ، ففعل وردّ ما أخذ، وأكرم الشّيخ غاية الإكرام.
وكانت وفاته يوم الخميس ختام جمادى الآخرة سنة ١١١٤، ودفن ببعلبك عند الوليّ الشّيخ عبد الله اليونينيّ.
(١) عبد الوهّاب هذا هو ابن الشّيخ عبد الحيّ بن العماد الحنبلي صاحب «الشّذرات» جاء في «سلك الدّرر»: «كان حنبليّا فتحنّف هو وأخوه الشيخ محمد. قال: وكان والده من العلماء المشاهير، وأخبرت أن له شرحا على الأربعين النّووية» ولم يذكر وفاته.