قال في «الضّوء»: ولد في حدود سنة ٧٨٥، وسمع على ابن صدّيق غالب «الصّحيح» وحدّث به، سمعه عليه الفضلاء، سمعت عليه «الثّلاثيّات» وغيرها، وكان ساكنا، متقنا للكتابة، على طريقة العجم بحيث لم تكن تعجبه كتابة غيره من الموجودين، تعانى علم الحرف، واشتغل بالكيمياء مع إلمامه بالتّصوّف ومحبّة الفقراء والخلوة، وأقرأ في ابتداء أمره مماليك النّاصر فرج بن برقوق، ولذا كان ماهرا باللّسان التّركي، ثمّ ولي النّقابة لقاضي الحنابلة بحلب، ثمّ لقاضي الشّافعيّة أيضا، ثمّ أعرض عن ذلك كلّه، وقطن القاهرة، وصحب جمعا من الأكابر، وانتفع به جماعة من المماليك في الكتابة، وتردّد للجمالي ناظر الخاصّ، ثمّ الأتابك أزبك الظّاهري، وتقدّم في السّنّ وشاخ.
مات في جمادى الآخرة سنة ٨٧٦، وشهد الأتابك وغيره من الأمراء الصّلاة عليه بجامع الأزهر.