للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولد في جنوبيّ البصرة في حدود سنة ١٢٠٥ ونشأ عامّيّا فقيرا، كان هو وأبوه يعملان في بستان للشّيخ العالم التّقيّ إبراهيم بن جديد السّابق، فصار المترجم يأتي للشّيخ ببعض ثمار البستان وقد بلغ أو كاد، فرغّبه الشّيخ إبراهيم في قراءة القرآن وطلب العلم، وأن يكون عنده ويقوم بكفايته، وأرسل إلى والده بذلك ففرح، وجلس المترجم عند الشّيخ المذكور في بلد سيّدنا الزّبير، وشرع يقرأ القرآن ففتح عليه في أسرع وقت حتّى ختم، وقرأه بالتّجويد، ثمّ شرع في طلب العلم، فقرأ على الشّيخ المذكور في الفقه، والفرائض، والعربيّة، مع حضور دروسه العامّة في التّفسير، والحديث والوعظ، وعكف على التّعلّم ليلا ونهارا، لم يشتغل بغيره، ولا يجتمع بأحد إلّا في حال الدّرس أو المطالعة، وكان شيخه ملتفتا إليه التفاتا تامّا، مراعيا له في جميع أموره/، حتّى كأنّه ولده لصلبه بلا فرق، فحصّل خيرا كثيرا، مع الاستقامة والاجتهاد في أنواع العبادة، وكرم النّفس وحسن الخلق، والإعراض عن الدّنيا، ولازم شيخه إلى أن قربت وفاته، فأجازه ودعا له، وأوصى له بشيء من ماله وكتبه، وأوصاه أنّه هو الّذي يغسّله، وأنّه بعد وفاته يرحل إلى الشّام لتكميل طلب العلم، فلمّا توفّي شيخه سنة ١٢٣٢، ارتحل إلى الشّام، وسكن في المدرسة المراديّة سنين، مديما بالاشتغال بالعلم، متفرّغا له التّفرّغ التّامّ، وقرأ على مشايخ دمشق، وأجلّهم خاتمة المحقّقين الشّيخ مصطفى الرّحيبانيّ شارح «الغاية» وابنه الشّيخ سعدي، والشّيخ غنّام بن محمّد وغيرهم، مع الاستقامة التّامّة وحسن السّلوك، ودوام المراقبة والذّكر لله تعالى، والاقتصار عن النّاس إلّا لما لا بدّ منه، إلى أن أدرك في الفقه والفرائض وشارك في غيرهما، ثمّ استجاز