للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولد- كما كتبه بخطّه- سنة ٧٨٢، وقال غيره: سنة ٣، بجبل قاسيون من دمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل، وكان يذكر أنّه أخذ الفقه عن التّقيّ إبراهيم بن الشّمس محمّد بن [مفلح (١)] والعلاء بن اللّحام، وأخذ عن أبيه التّصوّف، وسمع عليه مؤلّفه «أدب المريد والمراد» سنة ٨٠٥ بطرابلس، ومنه تلقّن الذّكر، ولبس الخرقة (٢)، بل لبسها معه من الشّهاب بن النّاصح حين قدومه عليهما دمشق صحبة الظّاهر برقوق، ومن البسطاميّ بزاويته ببيت المقدس، وبانفراده في جمادى الأولى سنة ٢٩ من ابن الجزريّ مع قراءته عليه الجزء الّذي خرّجه من مرويّاته فيه التّسلسل والمصافحة والمشابكة وبعض «العشّاريّات» بالباسطيّة ظاهر دمشق، وأوّل سماعه للحديث بدمشق من المحبّ الصّامت، سمع عليه «الثّوبة والمثابة» لابن أبي عاصم، و [كذا] «البخاريّ» وسمع غالب «الصّحيح» وسمع أيضا على عائشة ابنة ابن عبد الهادي، والجمال الشّرائحيّ، وسمع ببعلبكّ على التّاج بن بردس، وأجاز له أخوه العلاء، ولازم الحافظ ابن ناصر الدّين (٣) في ابتداء سماعه قراءة (٣)، وخلف والده في مشيخة زاويته الّتي أنشأها بالسّفح فوق جامع الحنابلة، فانتفع به المريدون، وحجّ غير مرّة، وزار بيت المقدس والخليل، ودخل غيرهما من الأماكن، وكان شيخا، قدوة، مسلّكا، تامّ العقل والتّدبير،


(١) في الأصل: «ابن صالح» وهو خطأ ظاهر، تصحيحه من «الضّوء» مصدر المؤلّف.
(٢) انظر التعليق رقم ١ على الترجمة رقم ٥، ٣٧.
(٣) كذا جاء في الأصل، وفي «الضّوء اللامع»: «في أشياء سماعا وقراءة» وهو مصدر المؤلّف والعبارة فيه أوضح وأدلّ على المقصود.