للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاضي القضاة، العلّامة، كان من أهل العلم وبيوته ورياسته، تولّى قضاء دمشق في حياة والده، ولمّا دخل متوجّها إليها في ربيع الأوّل سنة ٧٩٢ سلّم له الموافق والمخالف لكثرة علومه، وكان في مبدإ أمره يقف له الصّفّان في صغره يتأمّلون حسنه وحسن شكله.


- وكان يحضر دروسه، وأخذ عن القاضي شمس الدين الرّكراكي وغيره، ولما حجّ القاضي برهان الدين ابن قاضي القضاة ناصر الدين الحنبلي حجّ معه، وكان بينهما صحبة حضرا وسفرا، ولما ولي الرّاكراكي قضاء القاهرة أيام كان منطاش مستوليا على دمشق سعى للمذكور في القضاء فولي في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين، وقدم دمشق في رجب فباشر سنة وخمسة أشهر، وكان عنده تصميم في الأمور، وتثبّت في الأحكام، حسن الشكل، قوي الكتابة، متفنّنا في علوم، مات في ذي الحجة، ودفن بسفح قاسيون، ويقال: إنه سمّ هو والرّكراكي في شهر رمضان فماتا ومن أكل معهما، وكان والد المذكور حيّا، وقدم إلى دمشق بعد وفاته».
والرّكراكيّ المذكور: محمد بن يوسف الرّكراكيّ المغربيّ المالكيّ، شمس الدين قاضي الدّيار المصرية، حضر من بلاده إلى مصر فاستوطنها وتصدّر للأشغال مدة، ثم أخرج منها إلى دمشق بسبب أمر وقع منه مما يخالف الشريعة المطهّرة … وقدم المذكور مع السّلطان في هذه السنة (٧٩٣ هـ) إلى دمشق، وشرع يهدد بعض الفقهاء بها بالقتل، فقيل: إنه سمّ في ختم شهر رمضان، وكان معه القاضي شرف الدّين الحنبلي فماتا، توفي بحمص في شوال … وفرح كثير من النّاس بموته … قال فيه بعض المصريين:
في أول الشّهر من ذي القعدة … جاء البشير بمهلك الرّكراكي
الله أهلكه لرحمة خلقه … واستلّ ناب الشّرك والإشراك
«تاريخ ابن قاضي شهبة»: (٣/ ١/ ٤١٣، ٤١٤).
-