قال المحبّي: وكان عبد اللّطيف هذا فقيها مشتغلا، مشهور السّمعة، جريا في فصل الأمور، ورحل إلى مصر سنة ١٠١٥ وأخذ بها الحديث عن النّور الزّياديّ، وتفقّه بالشّيخ يحيى بن موسى الحجّاويّ، والشّيخ عبد الرّحمن ابن يوسف البهوتيّ، وأجازاه بالفتوى والتّدريس، وذكر له الحجّاوي في إجازته أنّه أفتى بالجامع الأزهر مرارا، وأفادا واستفاد ثمّ رجع سنة ١٧، وولي قضاء الحنابلة بمحكمة الكبرى أوّلا، ثمّ صار قاضي قضاة الحنابلة بمحكمة الباب (١)، وكانت وفاته سادس عشر شعبان سنة ١٠٣٦.- انتهى-.
أقول: قول المحبّي في نسبه: «الأنصاريّ» محلّ نظر فإنّ المذكور من بني مفلح مؤلّف «الفروع» ولم يذكر أحد أنّهم من الأنصار، مع كثرتهم وكثرة ذكرهم في كتب التّواريخ، والله تعالى أعلم.
(١) كذا قال الغزّيّ في «النّعت الأكمل»، والصّواب هو ما ذكر المؤلّف أنّه ليس من الأنصار؛ و «آل مفلح» الّذين يرجعون إلى جدّهم شمس الدّين صاحب «الفروع» أسرة عمريّة عدويّة قرشيّة، يراجع مقدمة «المقصد الأرشد» والمذكور هنا من أحفاد صاحب «الفروع» فهو: عبد اللطيف بن أحمد بن أبي الوفاء عليّ بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن الشيخ شمس الدّين محمد مفلح. وسبب نسبتهم إلى الأنصار أنّ هناك أسرة حنبلية مقدسية تسمى «آل مفلح» هم من الأنصار، وتعرف هذه الأسرة أيضا ب «آل سعد» فربما اختلطت النّسبة على من لم يدقق في رفع نسب المترجم والله وحده أعلم.