للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا الحدّ، ولم يمنعه ذلك عن التّعلّم والتّعليم والنّسخ وفعل الخير، ثمّ إنّ أمير عنيزة وكبار أهلها رغبوا في استجلابه إلى بلدهم فركبوا إليه وأتوا به فأوقف بعض النّاس الرّاغبين في الخير بيته ليدرّس فيه الشّيخ، فنشر العلم في عنيزة وحثّ النّاس على التّعلّم، ورغّبهم فيه، وأعان الطّلبة بماله وبكتبه وبما يقدر عليه من ورق وورق، وصار يشير على كلّ منهم بكتابة كتاب في الفقه- غالبا- ويبتدئ له، ويساعده عليه، كما رأيت جملة من الكتب كذلك، واشتغل عليه خلق من أهل عنيزة منهم الشّيخ صالح بن عبد الله الصّائغ، ومنهم الشّيخ عبد الله بن أحمد بن إسماعيل، والشّيخ حميدان بن تركي، وأخوه الشّيخ منصور، والشّيخ محمّد بن إبراهيم أبا الخيل، والشّيخ سليمان بن عبد الله بن زامل، قاضي عنيزة وخطيبها، والشّيخ محمّد بن عليّ بن زامل المسمّى «أبو شامة» وخلق سواهم، فانتفعوا به وراج للفقه سوق نافعة وكثرت كتبه وتواجد منها غريبها، ونفع الله به نفعا ظاهرا، واتّفق عقيب وصوله إلى عنيزة أن حدثت فتنة بين الأمير (١) وبين بعض عشيرته فغضب الشّيخ من ذلك، وأراد الخروج منها، وقال للأمير: أجئت بي للفتن؟ فترضّاه الأمير وأكابر بلده بكلّ ممكن وقالوا: كنّا أمواتا فأحيانا الله بك ونحن محتاجون لعلمك وتعليمك فكيف تفارقنا؟! فرأى أنّ الأمر متعيّن عليه، فانتقل إلى قرية متّصلة بها تسمّى الضّبط


(١) يظهر أنها في زمن إمرة حسن بن مشعاب، من آل جرّاح من سبيع الذي كان أميرا على عنيزة حتّى سنة ١١٥٥ هـ.
وهذه الفترة فترة فتن وتنازع على السّلطة في عنيزة بين آل جرّاح من سبيع وآل جناح من بني خالد، وأحيانا بين آل جرّاح أنفسهم. نعوذ بالله من الفتن.