للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن تصانيفه «الإنصاف في معرفة الرّاجح من الخلاف» عمله تصحيحا ل «المقنع» وتوسّع فيه حتّى صار أربع مجلّدات كبار، تعب فيه، واختصره في مجلّد سمّاه «التّنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع» و «الدّرر المنتقى والجوهر المجموع في معرفة الرّاجح من الخلاف المطلق في الفروع» لابن مفلح، في مجلّد ضخم، بل اختصر «الفروع» مع زيادة عليها في مجلّد كبير، و «تحرير المنقول في تهذيب أو تمهيد علم الأصول»، أي: أصول الفقه في مجلّد لطيف، وشرحه سمّاه «التّحبير في شرح التّحرير» في مجلّدين، وشرح قطعة من «مختصر الطّوفيّ» فيه أيضا، وكذا له «فهرسة القواعد الأصوليّة» في كرّاسة و «الكنوز أو الحصون المعدّة الواقية في كلّ شدّة» في عمل اليوم واللّيلة، قال: إنّه جمع منها فوق مائة حديث، و «المنهل العذب الغزير في مولد الهادي البشير النّذير» وأعانه على تصانيفه في المذهب ما اجتمع عنده من الكتب ممّا لعلّه انفرد به، ملكا ووقفا. وكان فقيها حافظا لفروع المذهب مشاركا في الأصول بارعا في الكتابة بالنّسبة لغيرها، متأخّرا في المناظرة والمباحثة، ووفور الذّكاء والتّفنّن عن رفيقه الجراعيّ، مديما للاشتغال والأشغال، مذكورا بتعفّف وورع وإيثار في الأحيان للطّلبة، متنزّها عن الكثير من الدّخول في القضايا، بل ربّما يروم التّرك أصلا فلا يمكّنه القاضي، متواضعا، متعفّفا، لا يأنف ممّن يبيّن له الصّواب كما بسطته في محلّ آخر، وقد تزحزح عن بلده قاصدا الدّيار المصريّة، إجابة لمن حسّنه له، إمّا ليكون قاضيا، أو مناكدا للقاضي في الجملة، أو لنشر المذهب وإحيائه، فعاق عنه المقدور، فإنّه حصل له مرض وهو بجبّ يوسف، وعرّج من أجله إلى صفد