ثمّ قال في «الضّوء»: ولد في المحرّم سنة ٧٧٩ ببغداد، ونشأ بها فقرأ القرآن/ واشتغل، وكان يذكر أنّه أخذ عن الكرمانيّ أشياء منها «الصّحيح» في سنة ٨٥، وأنّه سمعه أيضا قبل ذلك سنة ٨٢ على القاضي شهاب الدّين أحمد العبدلي البغداديّ، أحد من أخذه عن الحجّار، وأنّه سمع على أبيه «المسلسل بالأوّليّة»(أنا) به أبو حفص عمر بن عليّ القزوينيّ، ولم نقف على هذا، بل ذكر شيخنا عن المحبّ ابن نصر الله البغداديّ الحنبليّ ما يدلّ على اتّهامه وبطلان مقاله، بعد أن سمع من لفظه أحاديث من البخاري عن شيخه الثّاني، وقال شيخنا أيضا: إنّه سمع من لفظه قصيدة زعم أنّها له، ثمّ ظهرت لغيره من العصريّين، وإنّه سمع من لفظه قبلها وبعدها قصائد ما يدرى أمرها، قال: ولكنّه ليس عاجزا عن النّظم خصوصا، وله استعداد واستحضار لكثير من الأدبيّات والتّأريخ والمجون، وقد أقام بالقاهرة مدّة، ثمّ سكن دمشق، ثمّ رجع إلى القاهرة.- انتهى-.
وكان ينسب إليه أنّه يفتي بقول ابن تيميّة في الطّلاق حتّى امتحن بسببها على يد الجمال الباعوني، قاضي الشّافعيّة بدمشق، وصفع وأركب على حمار وطيف به في شوارع دمشق، وسجن على أنّه قد ولي- فيما بلغني- مدرسة الشّيخ أبي عمر بصالحيّة دمشق، ثمّ رغب عنها لعبد الرّحمن بن داود الماضي، وقد لقيته بالقاهرة، والصّالحيّة وكتبت عنه.