بسماعه منه، وسمع/ «مسند الإمام أحمد» على بعض الشّيوخ، ورأيته حدّث ب «البخاري» على السّراج البلقيني سماعا إلّا اليسير فإجازة، وعنالعزيز المليحي سماعا من قوله في الأطعمة (باب القديد) إلى آخر الكتاب سنة ٩١ ومن محافيظه في الحديث «المحرّر» لابن عبد الهادي، وفي فروعهم أكثر «الفروع» لابن مفلح، وفي فروع الحنفيّة «مجمع البحرين»، وفي فروع الشّافعيّة «التّمييز» للبارزيّ، وفي الأصول «مختصر ابن الحاجب» وفي العربيّة «التّسهيل» لابن مالك، وفي المعاني والبيان «تلخيص المفتاح» وغير ذلك من الشّروح والقصائد الطّوال الّتي كان يكرّر عليها حتّى مات، ويسردها سردا مع استحضار كثير من العلوم خارجا عن هذه الكتب، بحيث لا يدانيه أحد من أهل عصره في كثرة ذلك، وإن كان يوجد فيهم من هو أصحّ ذهنا منه، وكان المحبّ بن نصر الله يعتمده، وينقل عنه في حواشيه من أبحاثه وغيرها، وأمّا العزّ الكنانيّ فكان يعظّم فهمه أيضا وينكر على من لم يرفعه فيه، لكنّه مع ذلك يقول- عن شيخه المجد سالم-: إنّه أقعد في الفقه منه، كلّ هذا مع النّظم والنّثر والكتابة الحسنة والتّأنّي في المباحثة، ومزيد الاحتمال بحيث لا يغضب إلّا نادرا، ويكظم غيظه ولا يشفي صدره، وإكرام الطّلبة وإرفادهم بماله، وعدم المكابرة، لكن وصفه شيخنا بالزّهوّ الشّديد والبأو الزّائد، والإعجاب البالغ، بحيث إنّه سمعه يقول للشّمس بن الدّيريّ وقد قال له هذا عالم بمذهب الحنفيّة فقال: قل شيخ المذاهب.- انتهى-.
ووصفه بعضهم- فيما قيل- إنّه يحيط علما بالمذاهب الأربعة فردّ عليه، وقال: قل: بجميع المذاهب واتّفق أنّه بحث مع النّظام السّيراميّ- وناهيك به-