تالله لو نهيت الأولى لانتهت الآخرة، ولم تكن الفاقرة تتبعها الفاقرة ولكن أغضيت على القذى، وصبرت على الأذى، حتى قيل لو قدر لانتصر. وأتصل الأمر فصار ديدناً فلا جرم أن أتعقب كلامك، وألفت عليك لأمك، فأقول وإنما أخاطب من سمع خطابي، ونظر في كتابي:
اعلم أعزك الله أن هذا الرجل المشار إليه هو الذي أثار نار كان ماذا التي أحرقته حتى صاح: ليتني يا مال لم أرها. البيت، وذلك أنه مع رجلاً ينشد لي قصيدة في محل كريم جمعني وإياه وكان فيها:
وإذا عشقت يكون ماذا؟ هل له. . . دين علي فيغتدي ويروح؟
فقال: لحن هذا الناظم، لا يقال كان ماذا ولا يكون ماذا ولا فعل ماذا ولا أفعل ماذا ولا يجوز ما كان على هذه الطريقة ولا سمع. فاستشهدت عليه ببيت الجارية وهو:
فعاتبوه فذاب شوقاً. . . ومات عشقاً فكان ماذا؟
وبقول الشاعر:
فعدك قد ملكت الأرض طراً. . . ودان لك العباد فكان ماذا؟
فقال: هذا لحن ولا يحتج بمثل هذا. فقلت له: إيراد العلماء لهذا الشعر وقبولهم له حجة على جوازه. وهذا كثير. ذكر أبو علي